2025- 03 - 16   |   بحث في الموقع  
logo حزب الله: نُدين العدوان الأميركي – البريطاني على اليمن logo المختارة لمرحلة جديدة من النضال.. جنبلاط: متمسكون بالهوية العربية logo واشنطن تدخل على خط تعيين حاكم مصرف لبنان logo إنتشال أشلاء شهيد في الجنوب! logo باسيل: التيار خارج الحكومة لسببين أساسيين logo باسيل يرفع السقف: "أي فضيحة تجدوها علينا خذونا الى المحاسبة" logo حول "العدوان" على اليمن... بيان من حزب الله! logo نهرا ممثلا الحجار : التنمية المستدامة في كفرعبيدا أولوية.. وندعم كل المشاريع الإنمائية
سبعون يسرا: نجمة "العلب" التي أبقت حضورها نصف قرن
2025-03-16 10:25:51

على خلاف نجمات السينما في كل زمان ومكان لا تخفي يسرا تاريخ ميلادها (من مواليد العاشر من آذار/ مارس 1955) هي إذن أتمت للتو عامها السبعين، وكما قال برنارد شو "المرأة التي لا تًنكر عمرها هي بالتأكيد امرأة شجاعة"، فما بالنا لو كانت نجمة سينمائية لا تنقصها الشهرة أو تبرحها الأضواء؟ في هذه الحالة تقترن الشجاعة بالثقة، وباليقين بأن لديها ما هو أهم من مظهرها الخارجي أو تاريخ مولدها في بطاقة هويتها ما دامت قادرة على العطاء، أذكر أن ممثلة معروفة حاولت - ولا تزال تحاول - أن تسقط من عمرها الفني ستة عشر عاماً، فلما واجهتها ذات مرة بالحقيقة قاطعتني ولم تعد تعرفني منذ ذلك اليوم، أما يسرا فتدرك وتعترف بأن مشوارها الفني الطويل قد بدأ قبل نصف قرن حينما اكتشفها المنتج ومدير التصوير عبد الحليم نصر العام 1975 وقدمها في فيلم "قصر في الهواء"، العمل الوحيد الذي أخرجه من أجل اكتشافه الجديد.

وربما وجدت سيفين محمد نسيم – وهذا هو اسمها - ابنة ضاحية مصر الجديدة من يكتشفها، لكنها لم تجد الأجواء المرحبة التي يتمناها أي وجه جديد، في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وقت أن كانت يسرا في العشرين من عمرها كانت الساحة السينمائية في مصر لا تتحمّس لتغيير جلدها، أو ترحب بأي أسماء جديدة تحاول أن تجد لها مكاناً في الصفوف الأولى بين النجمات، ربما لأن ممثلات جيلين كاملين كنّ على إصرارهن بالتمسك بتلابيب البطولات الأولى، وهن جيل فاتن حمامة ورفيقاتها، ثم جيل سعاد حسني وقريناتها، وربما أيضاً لأن جيلاً ثالثاً متمثلاً في ميرفت أمين ونجلاء فتحي وشمس البارودي كان قد ظهر في نهايات الستينيات، ولم يأخذ فرصته الكاملة بعد في الاستحواذ على كعكة البطولات السينمائية، وكل من حاولن اختراق هذه الاستحكامات كصفية العمري ونورا وبوسي وليلى حمادة وحياة قنديل عانين كثيراً، أو بقيت معظمهن في منطقة الأدوار الثانية. وبالتزامن مع هذه المعطيات الفنية غير المشجعة كانت مصر تشهد أزمة خانقة فيما يتعلق بعدد صالات السينما، بعد أن تحولت معظمها إلى بنايات سكنية ومشاريع تجارية في زمن الانفتاح الاقتصادي. فشاع في الواقع السينمائي ما عرف بظاهرة "أفلام العلب" تلك الأفلام التي انتهى أصحابها من إنجازها ولا تجد الشاشة التي تعرضها، التي كانت الوجه الجديد يسرا أبرز ضحاياها، لدرجة أن فيلمها الأول "قصر في الهواء" الذي مثلته العام 1975، لم يعرض إلا بعد ثلاث سنوات كاملة، كان الجمهور قد شاهد لها خلال تلك السنوات أكثر من فيلم آخر، مثل "فتاة تبحث عن الحب" و"ألف بوسة وبوسة" فأطلقت عليها الصحافة لقب نجمة أفلام العلب، وارتبكت تجربتها الافتتاحية، وأسيء تقييم انطلاقتها الأولى على نحو كان بإمكانه أن يصيب يسرا بالإحباط. ولذلك كانت هي بحاجة إلى عمل يحقق لها تلك النقلة النوعية المنتظرة، فبعد أربعة عشر فيلماً من تلك التي كانت محتجزة داخل العلب جاءتها الفرصة الموعودة العام 1981 من خلال فيلمين متتاليين أمام عادل إمام، ذلك النجم الصاعد إلى القمة هما "ليلة شتاء دافئة" إخراج أحمد فؤاد، و"الإنسان يعيش مرة واحدة" إخراج سيمون صالح، لتخرج يسرا بعدهما نجمة راسخة القدمين، وتبدأ مشوارها الفعلي مع النجاحات الفنية الكبرى في مسيرتها الطويلة.
(الإنسان يعيش مرة واحدة)ولم يكن نجاح يسرا في تجاوز عثرة البدايات فقط إنجازاً شخصياً لها، وإنما كان بمثابة تدشين لظهور جيل كامل من النجمات وجد الأرض ممهدة لاستقباله. فظهرت بعدها مباشرة كل من ليلى علوي وآثار الحكيم ومعالي زايد وإلهام شاهين، وهو الجيل الذي سيطر تقريباً على المشهد السينمائي طوال عقدي الثمانينيات والتسعينيات. كانت يسرا في تلك المدّة تخطو خطوات ثابتة في مسيرتها الفنية بالظهور شبه الدائم في معية عادل إمام، والتعاون المتكرر مع المخرج يوسف شاهين، وتجربتها المهمة مع المخرج صلاح أبو سيف في فيلم "البداية" العام 1988، وهذا كله بالتزامن مع حضورها المميز عبر شاشة التلفزيون. وربما كان أبرز أعمالها التلفزيونية في تلك المرحلة دور زوجة عميل المخابرات المصرية في إسرائيل رأفت الهجان في المسلسل الشهير بأجزائه الثلاثة، حيث منحها هذا النجاح الاستثنائي حظوة جماهيرية أعانتها كثيراً في تجاربها الفنية اللاحقة.
ومع تنامي تيار سينما الشباب أواخر تسعينيات القرن الماضي، أدركت يسرا متغيرات المرحلة، واستوعبت أن بقاء الحال من المحال، فحاولت أن تكون وفق شروطها جزءاً من تلك المرحلة من خلال مشاركة شباب السينما أفلامهم كما حدث في: كلام في الحب، حسن وعزيزة، فيلم ثقافي، جيم أوفر، وغيرها، في الوقت الذي أعطت مزيداً من الاهتمام لمشاركاتها التلفزيونية المتتالية لدرجة أنها شاركت في ربع القرن الأخير في نحو ستة وعشرين مسلسلاً تلفزيونياً من دون أن تهمل تواجدها السينمائي اللافت.
(الراعي والنساء)ويستوقفني في مسيرة يسرا الفنية، وهي في السبعين من عمرها، إصرارها الذي يدعو للاحترام على الحفاظ على مقتضيات بقائها على الساحة حضوراً ومحتوى، شكلاً ومضموناً ومشاركات فنية ومجتمعية فعالة. أنظر إلى تجارب الأخريات حينما وصلن للسبعين: في العام 2001 -مثلاً- كانت كل من فاتن حمامة وشادية وماجدة وهند رستم ومعهن مريم فخر الدين في السبعين، وجميعهن كنّ معتزلات أو شبه معتزلات، مستسلمات لواقعهن الجديد، وكذلك الحال عند نادية لطفي ولبنى عبد العزيز وليلى طاهر وبوسي ونورا ونيللي وشمس البارودي ونجلاء فتحي حينما بلغن العمر ذاته، وربما كان الاستثناء هو ميرفت أمين التي لا تزال على حماستها الفنّية مع ما فعلته أصابع الزمن في الوجه الصبوح. أما يسرا فلا تزال على اتقاد حماستها ورغبتها في تقديم المزيد، بإحساس الشباب الذي لا يفارقها وروحها المتطلعة إلى أعمال فنية جديدة تشبع نهمها الفني، وتلبي تطلعاتها التي لا تقف عند سقف حَسَبَ ما صرحت به ذات مرة قبل سنوات.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top