شهدت الليلة الماضية تصعيداً لافتاً لجهة تبادل القصف بالمسيرات بين روسيا وأوكرانيا، إذ أعلنت موسكو اليوم السبت، إسقاط 126 مسيرة أوكرانية، مشيرة إلى استعادة قرى إضافية في كورسك، فيما قالت كييف إن قواتها أسقطت 130 مسيرة روسية، وذلك في تطور تلا امتناع موسكو عن الموافقة على مقترح أميركي لوقف موقت لإطلاق النار.
إسقاط مسيّرات
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، أن غالبية المسيرات الأوكرانية التي جرى إسقاطها كانت في منطقتي فولغوغراد وفورونيغ الجنوبيتين، حيث تمّ اعتراض 64 مسيّرة، فيما استهدفت المسيرات الأخرى مناطق حدودية.
من جهته، قال سلاح الجو الاوكراني إنه أسقط 130 مسيّرة أطلقتها روسيا خلال الليل، نحو مختلف أنحاء البلاد، على وقع تكثف الجهود الدولية لوضع حد للحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. وأضاف أن مسيّرات من طراز شاهد أُسقطت فوق 14 منطقة، وأن موسكو أطلقت كذلك صاروخين بالستيين، بحسب وكالة "فرانس برس".
وتزامن ذلك، مع تحقيق القوات الروسية المزيد من التقدّم برياً في منطقة كورسك. وأكدت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على قريتين إضافيتين في المنطقة الحدودية مع أوكرانيا، هما زاوليشينكا وروبانشينا شمال وغرب بلدة سودجا التي استعادتها موسكو خلال الأسبوع الجاري.وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت أمس الجمعة، استعادة السيطرة على 29 منطقة سكنية كانت دخلتها القوات الأوكرانية في منطقة كورسك. وقالت: "تم تحرير 29 منطقة سكنية بما فيها (مدينة) سودجا".
وقبل يوم دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجنود الأوكرانيين في هذه المنطقة إلى إلقاء السلام والاستسلام، فيما حثّه نظيره الأميركي دونالد ترامب على الحفاظ على حياتهم.
اجتماع افتراضي
ويأتي ذلك، في وقت جمع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم السبت، قادة خمس وعشرين دولة داعمة لأوكرانيا في اجتماع افتراضي من لندن، يسعى لإرساء أسس تحالف لحماية أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في كييف.
وقال ستارمر في كلمته أمام الاجتماع: "علينا مواصلة الضغط والتوصل إلى سلام دائم في أوكرانيا"، مضيفاً أن "بوتين سيحضر إلى طاولة المفاوضات في شأن أوكرانيا "عاجلاً أم آجلاً"، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي "يحاول تأخير السلام".
وأضاف أنه "يمكن للأوكرانيين الآن الاعتماد علينا أكثر من أي وقت مضى"، مشدداً على أن أمن بريطانيا من أمن أوكرانيا.
وتابع رئيس الوزراء البريطاني أن أوكرانيا أظهرت رغبتها في السلام، قائلاً: "علينا الاستعداد لحماية أي اتفاق للسلام في أوكرانيا".
وكشف ستارمر أن الاجتماع يتمحور حول ثلاثة محاور رئيسية، وهي تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية والتحضير للدفاع عن أي اتفاق سلام عبر تحالف الراعين ومواصلة الضغط على روسيا لدفعها إلى المفاوضات، من خلال تعزيز العقوبات الاقتصادية وزيادة العزلة الدبلوماسية لموسكو.
وأشار إلى أهمية التنسيق الدولي في هذه المرحلة الحاسمة، مؤكداً أن "العالم لا يمكنه الجلوس وانتظار تحرك بوتين بل يجب الاستمرار في الضغط والتحضير لسلام دائم".
وشاركت دول أوروبية عدة إلى جانب أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي والمفوضية الأوروبية وكندا وأستراليا في الاجتماع من أجل تحديد الخطوط العريضة لتحالف الدول المستعدة "لدعم سلام عادل ودائم" في أوكرانيا، وفقاً لبيان صدر عن "داونينغ ستريت".