تخطّط وزارة الداخلية الألمانية بشكل سري مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، لإعادة قرابة 900 ألف لاجئ سوري على أراضيها.
إعادة اللاجئين
وقالت صحيفة "بيلد" الألمانية، إن وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، تجري محادثات بشكل سري مع الشرع، لإعادة مئات آلاف اللاجئين السوريين من ألمانيا إلى سوريا، لافتةً إلى أن المفاوضات بين الجانبين، تشمل خططاً لمنح بعض السوريين فرصة "رحلة استطلاعية" من دون فقدان وضعهم القانوني في ألمانيا.
ورداً على استفسار الصحيفة حول تلك المحادثات، أكد متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أن الوزارة على اتصال بالحكومة الانتقالية السورية، لمناقشة قضايا تتعلق بعودة اللاجئين السوريين في ألمانيا، لكنه رفض الكشف عن خطط سفر محددة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الألمانية تخطط لزيارة بالغة الحساسية إلى دمشق، كما أوضحت أن المفاوضات، تتعلق بشكل أساسي بـ974 ألف لاجئ سوري يعيشون في ألمانيا.
وذكرت "بيلد" أنه من المتوقع أن تؤثر عملية العودة الواسعة هذه بشكل ملموس على صناديق الرعاية الاجتماعية في البلاد، إذ يتلقى 512 ألف سوري إعانات اجتماعية بقيمة إجمالية تصل إلى نحو أربعة مليارات يورو سنوياً، أي بمتوسط 664 يورو شهرياً لكل لاجئ.
الشرع لا يشكل خطراً
وهناك اعتقاد في الأوساط الحكومية الألمانية، خصوصاً كبار المسؤولين في وزارة الداخلية، بأن السوريين السنّة قد يفقدون وضعهم القانوني في ألمانيا، على المدى المتوسط، إذ لا يُنظر إلى الرئيس الانتقالي، المنتمي للطائفة السنية، على أنه يشكل تهديداً لهم.
ومنذ سقوط نظام الأسد، تعمل وزارة الداخلية الألمانية بقياد فيزر، بالتعاون مع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، على دراسة "طرق عملية" لتسريع عودة السوريين إلى وطنهم.
ووفقاً للصحيفة، تسعى الحكومة الألمانية إلى منح السوريين الراغبين في تقييم الأوضاع الحالية في بلادهم، فرصة لذلك، من خلال "رحلة استطلاعية"، من دون أن يفقدوا وضعهم القانوني كلاجئين في ألمانيا، إذ يجري النظر في وضع استثناء خاص يسمح لهم بالسفر إلى سوريا لمرة واحدة دون المساس بوضعهم كطالبي حماية.
وقبل أيام، قالت وزارة الخارجية السورية إن الوزير أسعد الشيباني التقى بوزير الدولة في وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية نيلز أنين، في العاصمة دمشق، من دون أن تكشف عن فحوى اللقاء.
وكانت ألمانيا، أكثر بلدان الاتحاد الأوروبي استضافة للاجئين السوريين، قد أرسلت وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك، إلى دمشق، بعد نحو شهر على سقوط نظام الأسد، كما كانت برلين من الداعمين لتخفيف العقوبات الأوروبية عن سوريا.
واخيراً، قرر المكتب الاتحادي للهجرة في ألمانيا تعليق اتخاذ قرارات بشأن طلبات اللجوء العائدة لمواطني سوريا بشكل مؤقت.