قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، إن الولايات المتحدة تعمل على تشجّيع الحكومة السورية على حماية الأقليات، فيما كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الجيش الأميركي على تواصل مباشر مع مكتب الرئيس السوري أحمد الشرع، كما توّسط لإبرام اتفاقات تجمع الفصائل المتحالفة مع حكومة دمشق، بهدف أن تلعب واشنطن دوراً في مستقبل سوريا.
حماية الأقليات
وقال فانس في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز"، إن الولايات المتحدة لن تنشر قوات عسكرية في سوريا، لكنها تمتلك أدوات دبلوماسية واقتصادية يمكن أن تسهم في حماية الأقليات هناك، مضيفاً أن على الإدارة الأميركية أن تتذكر طبيعة التعامل مع النظام السوري.
وكشف المسؤول الأميركي عن أن واشنطن تجري محادثات مع حلفائها وتعمل بعيداً عن الإعلام لتشجيع الحكومة السورية الجديدة "المتشدّدة"، على حماية الأقليات، مؤكداً ضرورة ضمان حماية المجتمعات التاريخية مثل المسيحيين والدروز وغيرهم.
وأشار إلى أن الغزو الأميركي للعراق في 2003، أدى إلى "تدمير واحد من أعظم المجتمعات المسيحية في العالم"، مؤكداً أنه "يجب عدم السماح بتكرار ذلك مرة أخرى".
وتأتي تصريحات فانس على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدها الساحل السوري، وأدت إلى مقتل مئات المدنيين من الطائفة العلوية، على يد فصائل محسوبة على وزارة الدفاع السورية، إذ شاركت فصائل سورية وأجنبية ومجموعات شعبية تطوعية، في صد هجوم واسع شنّته فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، أدى إلى مقتل العشرات من عناصر الأمن العام، بينهم أكثر من 200 قتلوا على يد الفلول.
دور في مستقبل سوريا
في غضون ذلك، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ضباط أميركيين قولهم إن الجيش الأميركي يلعب دوراً دبلوماسياً خلف الكواليس، للتوسط لإبرام اتفاقات تجمع الجماعات المسلحة مع حكومة دمشق.
وقال الضباط إن الجيش الأميركي توسط في محادثات بين حكومة دمشق والمقاتلين الأكراد المدعومين من واشنطن، كما شجّع فصيلا آخر تتعاون معه واشنطن قرب قاعدة "التنف" العسكرية، هو "جيش سوريا الحرة"، للتوصل إلى تفاهم مع حكومة دمشق.
وأوضح الضباط أن هذه التحركات تهدف إلى منح الولايات المتحدة دوراً في تشكيل مستقبل سوريا وكذلك احتواء تنظيم "داعش".
انسحاب أميركي محتمل
وقال مسؤولون عسكريون أميركيون إن وجود احتمال بانسحاب القوات الأميركية من سوريا، ساهم في الضغط على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) للتوصل إلى اتفاق مع حكومة دمشق، فيما أكد مسؤول أميركي أن احتمال الانسحاب والتهديد بمغادرة سوريا، جعل الوصول إلى اتفاق أكثر الحاحاً.
وقال مسؤول عسكري أميركي: "كان هناك الكثير من النقاش، ولعبنا دور الوسيط لمساعدتهم على إجراء هذا النقاش. تبادلنا الآراء حتى توصلنا أخيراً إلى اتفاق يرضي الجميع، وكررنا ذلك مرات عدة، وأوصلناهم أخيراً إلى هذه النقطة".
وأضاف "في النهاية، تم التوصل إلى الاتفاق فجأة، حيث نقلت قوات التحالف مظلوم عبدي (زعيم قسد) على متن طائرة هليكوبتر إلى مطار دمشق، حيث وقع الوثيقة مع الشرع"، مؤكداً أن ضم قسد إلى الحكومة السورية "مفيد لضمان قدرة الجيش الأميركي على العمل في سوريا".
وأشار المسؤول إلى أن هناك جهات مازالت تعمل لدى روسيا وتركيا، "وإذا لم يكن لدى الولايات المتحدة جهات تعمل معها، فلن يكون لها أي دور، وفجأةً لن نتمكن من تنفيذ ضربات".
وأكدت الصحيفة أن الجيش الأميركي يتواصل بشكل مباشر مع مكتب الشرع، ووزارة الدفاع في دمشق، وذلك بشكل أساسي لمنع اشتباك القوات الأميركية والسورية.
ووفق مسؤول أميركي عسكري كبير، فإنه خلال الأسبوع الماضي، كاد "التحالف الدولي" أن يقصف موقع إطلاق صواريخ مهجور لميليشيا مرتبطة بإيران، لكنه اتصل أولاً بوزارة الدفاع السورية، التي أرسلت فريقا لتفكيك الموقع، وتجنّبت ضربة كان من الممكن أن تؤدي إلى أضرار جانبية.