امتحان يثير موجة استياء وغضب ويُجدّد "الصدمة"... نداء "عاجل" إلى الوزيرة!
2025-03-15 11:25:48
""أثار امتحان اللغة العربية في إحدى أهم المؤسسات التربوية في لبنان موجة من الجدل والاستياء بين الأهالي، خصوصًا أولئك الذين فقدوا أحبّاءهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. فلا يزال العديد من الطلاب يعانون من تبعات الحرب، سواء بسبب التهجير القسري من قراهم المدمّرة، أو فقدانهم لأحد أفراد عائلاتهم، أو حتى نتيجة الأثر النفسي العميق الذي تركته الأحداث الأخيرة في ذاكرتهم.ورغم محاولات البعض تجاوز الألم والتركيز على دراستهم، جاء سؤال التعبير الكتابي في امتحان اللغة العربية ليعيد إحياء الصدمة، ما أثار تساؤلات حول مدى ملاءمة مثل هذه المواضيع للطلاب في هذه المرحلة العمرية الحساسة.وفي التفاصيل، طُلب من طلاب الصف التاسع أساسي "بروفيه"، في قسم التعبير الكتابي كتابة قصة متماسكة تتناول إصابة معلمة بقنبلة عنقودية من مخلفات العدو عند عودة الأهالي إلى قراهم بعد الحرب، وكيف أنها، بعد فترة، عادت إلى المدرسة على كرسي متحرك واستأنفت نشاطها التعليمي بإصرار وعزيمة، لتصبح نموذجًا في التضحية والتفاني.هذا السؤال صدم العديد من الأهالي والطلاب، خصوصًا أن بعضهم لا يزال يعيش تداعيات الحرب بكل تفاصيلها. إحدى الأمهات، وهي مرشدة اجتماعية، عبّرت عبر "" عن استيائها الشديد، مشيرةً إلى أن الطلاب لم يتعافوا بعد من التجربة المؤلمة، وأن إعادة تذكيرهم بهذه الأحداث قد يكون له أثر نفسي سلبي، خاصة أن بعضهم لا يزال يعاني من آثار الصدمة وانعدام الشعور بالأمان.وتساءلت: "هل الطلاب مستعدون نفسيًا لمثل هذه الأسئلة؟ هل من العدل أن نطلب منهم التعبير عن معاناة لم يتجاوزوها بعد؟" مؤكدةً أن "الطلاب بحاجة إلى وقت طويل لترميم جراحهم النفسية قبل أن يتمكنوا من التحدث عن تجاربهم الصعبة بهذه الطريقة".كما أعرب عدد من المعلمين والمعلمات، عبر ""، عن استغرابهم من هذا النوع من الأسئلة، معتبرين أن طرح مثل هذه المواضيع على طلاب عاشوا تجربة صادمة هو أمر غير مناسب لا تربويًا ولا نفسيًا. وأكدوا أن السؤال قد يعيد إثارة مشاعر الحزن والصدمة لدى الطلاب، مما قد يؤثر سلبًا على تحصيلهم العلمي وصحتهم النفسية.وأشار بعضهم إلى أن الهدف من الامتحانات يجب أن يكون تعزيز التفكير النقدي والإبداعي، وليس استحضار المآسي بطريقة قد تكون مؤذية أكثر مما هي مفيدة. كما شددوا على أهمية مراعاة الفروقات الفردية بين الطلاب، فبينهم من فقد والده أو والدته أو أحد أشقائه، ومنهم من لا يزال يتلقى العلاج النفسي بسبب آثار الحرب.وعليه، وجّه الأهالي والمعلمون نداءً إلى وزيرة التربية، ريما كركي، وكافة المعنيين في الوزارة، مطالبين بتوجيه إدارات المدارس حول آلية إعداد الأسئلة، خصوصًا في ظل الأوضاع الراهنة. وأكدوا أن هناك العديد من المواضيع التي يمكن من خلالها غرس قيم الصبر والعزيمة والإصرار، دون الحاجة إلى استحضار المآسي بطريقة قد تكون مؤذية نفسيًا وعاطفيًا للطلاب.وفي الختام، يطرح "" هذه القضية أمام وزارة التربية، داعيًا إياها إلى توجيه إدارات المدارس والمسؤولين عن وضع الامتحانات لاعتماد مقاربة أكثر مراعاة للحالة النفسية للطلاب، بحيث تأخذ بعين الاعتبار التحديات التي يواجهونها وتساهم في تمهيد الطريق أمامهم نحو مستقبل أكثر استقرارًا وأملًا.
وكالات