أكدّ رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، خلال العشاء السنويّ التمويليّ للتيار، أنّ فريقه السّياسيّ هو "14 آذار الحقيقيّ"، وأنّ التيار "لا يزال ثابتًا على مبادئ الحرية والسيادة والاستقلال"، في حين أنّ من أسماهم "14 آذار المزيّفين" يتعاملون مع هذه المبادئ عناوينَ فارغة.
وقال باسيل: "نحن أصلًا القرار الوطنيّ الحرّ، ثم أصبحنا التيار الوطنيّ الحرّ"، مذكراً بأن مسيرة التيار بدأت برئيس "جاء من قلب الدولة والجيش ومن خارج الميليشيات، معبِّرًا عن قرار اللبنانيين في استقلال وطنهم"، ومضيفًا: "وقف ضدّه العالم بأسره حتى أُزيح عام 1990"."الرئاسة قرار خارجيّ"وتعليقاً على الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة، قال: "في عام 2025، أتى القناصلُ والموفدون والمندوبون، وصُدِّر القرار الخارجيّ، فانصاعوا جميعًا، بينما بقينا نحن صامدين"، متوجّهًا إلى رئيس التيار السابق بالقول: "جنرال، إنني أفخر بأنني تصرّفت في 2025 كما تصرّفتَ أنت في 1988: أنت قلتَ (لا) لاتفاق مورفي – الأسد، ونحن قلنا (لا) لاتفاق الخماسية، وقرّرنا أن نختار رئيسنا بأنفسنا".
وحول الانتخابات المقبلة، أكّد باسيل أنّ التيار "سيخوضها مجدّدًا كقرارٍ وطنيٍّ حرّ، وسيتحالف وفق مصالحه وقناعاته"، مشيرًا إلى أنّ "هذه الانتخابات ستكون مصيريّة، كما كانت انتخابات 2005 و2009 و2018 و2022، وسيسعى البعض للقضاء علينا مجددًا في 2026، لكنّهم لن ينجحوا".وأكّد أنّ التيار وقف دائمًا ضدّ "المنظومة وسياساتها وسوء إدارتها للدولة وفسادها"، مضيفًا: "حين دخلنا الحكومة والحُكم واستعدنا التمثيل والحقوق في الإدارة والمجلس النيابي والحكومة والرئاسة، لم نَعُد نطالب بشيءٍ استعدناه لمجتمعنا، لكنّنا اليوم سنعود لنطالب، ولو كنّا وحدنا، بحقوق مجتمعنا"."الحرّ معارض أوّل للفساد"وتابع باسيل: "كنّا وما زلنا المعارضة للفساد، المعارضةَ للنازحين واللاجئين، المعارضةَ لنهب الأموال وتهريبها، المعارضةَ لعدم انتظام المؤسّسات وعدم تطبيق الدستور واللامركزية الموسّعة، المعارضةَ للمسّ بهويّتنا وكياننا ودورنا ووجودنا وكرامتنا"، مضيفًا أنّ التيار يعارض أيضًا "التدخّل في شؤوننا من الخارج، كما يعارض تدخّلنا في شؤون غيرنا".
وفي ما يتعلّق بالأحداث الإقليميّة، قال: "كيف لا نتأثر بما يجري على حدودنا ونحن نعرف أنّه يمسّ بنا؟ كيف لا نفكّر ونبكي على الناس الذين يخافون على وجودهم وحياتهم بسبب انتمائهم الديني؟ كيف لا نشعر بالألم تجاه الأبرياء والأطفال الذين يختبئون بانتظار الرصاصة التي ستستهدفهم؟ هل هذا هو نظام الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا؟".وتساءل: "هل هذا هو معنى (فليحكم الإخوان)؟ هل هذه هي (الرفاقية)؟ ما يحصل اليوم هو أفغنةُ سوريا، ولا يجوز حدوث ذلك في المشرق". وحول ملفّ الكهرباء قال: "قتلنا أنفسنا لِنُؤمِّن الكهرباء، فمنعونا ثم حمّلونا المسؤولية. هذه المرّة، هم من سيتحمّلون المسؤولية إن حصل التخريب، وليس نحن". وختم باسيل بالتأكيد على أنّ التيار سيواصل نهجه المعارض، قائلًا:"سنُظهر كيف تكون المعارضة إيجابية وبنّاءة وهادفة، لا سلبية وهدّامة وعشوائية. سنصفّق عندما يكون هناك إنجاز، وسنساعد ونعمّر مع من يعمّر، وسنراقب ونُسائل ونحاول إيقاف كلّ ما يخرّب ويهدم".