"بالدم": سينتيا كرم ليست اكتشافاً!
2025-03-14 15:26:07
"حقيقية رغم الوجع، متمردة رغم التردد، صارخة رغم التعتيم. سينتيا كرم، صاحبة الشخصية الخاصة التي أحبها الكثيرون من خلال برنامج ستار اكاديمي، لم تختفِ. هي هنا بين مسرحية وفكرة وأغنية وصداقات تعد بفجر مسرح جديد. هي هنا، تفجر عن نفسها في مسرحية "حمام عمومي" لعايدة صبرا وتساند غبريال يمين ورندا الأسمر في مسرحية "النشيد". بين قهوتها المثلجة وقهوتي المرّة السادة، مشوار حديث يطول ويستحيل خطه على ورق. وعندما نلتقي فناناً يافعاً وحقيقياً، لا يسعنا سوى أن نقول أن الدنيا بعدها بألف خير".
كتبتُ هذه السطور في نيسان/أبريل 2007 في مجلة "الحسناء". جلست مقابل سينتيا كرم في مقهى صغير في الحمرا، متوقعًة مقابلة صحافية. لكني نسيت سبب لقائي بها، لتمتد جلستنا ثلاث ساعات، تلاشت خلالها الحدود بين الصحافي والضيف. فتحت قلبها، وقدمته لي في راحة يدها. كما تفعل دائماً. في الواقع، والمسرح، وشاشة التلفزيون.واليوم، بعد قرابة عقدين، أجد نفسي أكتب عنها مجدداً، مع تألقها في مسلسل الدراما اللبناني "بالدم" الذي يعرض حالياً عبر منصة "شاهد". وبعض مما قالته لي سينتيا حينها مازال محفوراً في ذاكرتي، وكأنه حديث يتجاوز الزمن. وكأن المقهى لم يهدم، والسنوات لم تمر والقضايا التي تؤرقنا لا تبارح سورياليتها.هي حالة لا ينال منها الزمن. سؤال سئل منذ ما يقارب العقدين، أسأله اليوم، فيما شيء من الظلم الممنهج الذي تعرضت له سينتيا وكل مثيلاتها في الوسط الفني اللبناني، ما زال يُمارس. في دور "عدلا"، الفتاة البسيطة الساذجة، بثيابها الرثة ودميتها (طفلها المتخيل)، تولّد سينتيا مشاعر متضاربة لدى جمهور، جمهور صوّت على أن مسلسل "بالدم" هو الأكثر مشاهدة في هذا الموسم الرمضاني. وقيل ما قيل عن أدائها. ليظهر مصطلح "اكتشاف"، وكأن سينتيا صعدت اليوم نحو نجومية ما. وكأنها خُلقت في مسلسل أعطاها دوراً ثانوياً، هذا لأن صناعة النجوم لا علاقة لها بالإبداع في الأداء. سينتيا ليست اكتشافاً بل هي حالة تضعنا أمام معضلة "ما يطلبه المشاهدون"، ومعضلة صناعة النجوم وخنقها.
@etbilarabi
المدن