2025- 03 - 13   |   بحث في الموقع  
logo على خلفيات إستفزازية.. أطلق النار عليه logo مساءً… هذا ما يفعله الجيش الإسرائيلي في عدد من البلدات الجنوبيّة logo روسيا توافق على "وقف النار" في أوكرانيا... بشرط واحد! logo بإنتظار رد حماس... مقترح أميركي جديد لغزة logo "رمضان شرّف"... أمسية رمضانية في طرابلس logo في المنية… إشكال تطوَّر إلى إطلاق نار وسقوط إصابات! logo لجنة الدفاع عن القضية الأرمنية: نرحب بقرار البرلمان الأوروبي بشأن الأسرى الأرمن logo الرئيس عون: المغتربون دعامة أساسية للاقتصاد اللبناني
فسبكات سوريا: أصول الطائفية ونكرانها
2025-03-13 15:55:50

هنا بعض ما نشر في فايسبوك مؤخراً حول أحداث القتل في الساحل السوري...
فاروق مردم بيكلنعترف، ونحن ندفن قتلانا، بانّ الطائفيّة مُتجذّرةٌ في بلادنا، تغفو حيناً ثمّ تستيقظ كلّما سنحت لها الفرصة مُتعطّشةً للدماء. ظننّا في وقتٍ مضى أنّ شعاراتنا القوميّة العربيّة كافيةٌ لاجتثاثها، ونُراوغها اليوم بالكلام على الوطنيّة السوريّة كما لو أنّ وطننا السوري لم تُمزّقه الأحقاد الطائفيّة التي راكمها الاستبداد الاسديّ طوال أكثر من خمسين سنة، وزادها حدّة تغوّل الحركات الجهاديّة. لا بدّ من الاعتراف بواقعنا على حقيقته لا كما نتصوّره أو كما نأمل أن يكون، هذا إذا أردنا بناء الوطنيّة السوريّة على أسسٍ متينة، حجراً حجراً.مروان أبي سمرا
في بداية الثمانينات، كان الباحث الفرنسي ميشيل سورا، مَؤلف كتاب الدولة المتوحشة، يشدد على أن الطائفية سمة مركزية من سمات النظام الأسدي، وركن أساسي من أركان الدولة الَبربرية التي عمل على بنائها على أنقاض المجتمع السوري. ولكن طائفية النظام الأسدي، كانت كلما ازدادت تجذراً وعنفاً، كلما ازدادت نكراناً وتنكراً خلف الأقنعة الخطابية واللغوية، لدرجة أصبح معها مجرد تسميتها من المحرمات. ووجه سورا نقداً لاذعا للعلمانيين واليساريين السوريين الذين كانوا في أغلبيتهم الساحقة يشاركون في نكران طائفية النظام الأسدي ودولته المتوحشة. وما كان يضمره ذلك النقد هو أن النكران ذلك، وبالتالي الهروب من مواجهة المشكلة الطائفية، يساهم في تعميقها وتعميق تبعاتها التدميرية على المجتمع السوري. والحق أن هذا النكران، أو كما يقول بعض اللبنانيين، التكاذب الطائفي، استمر على حاله في الأوساط الليبرالية والعلمانية واليسارية، حتى إلى ما بعد الثورة وانتقال الدولة المتوحشة إلى طور الإبادة الطائفية، وإلى الإيغال في السيطرة على الطائفة العلوية، تجييشها وإعادة تشكيلها وصناعتها صناعة توحيش أسدية، لجعلها درع النظام والخزان البشري لحربه الإبادية. وفي ظل هذا النكران كانت تنمو وتنتشر في الأوساط السورية من الطائفة السنية ما يمكن تسميتها بـ"طائفية مَضادة"، تقوم على المساواة والمطابقة بين النظام الأسدي الطائفي، َمن جهة، والطائفة العلوية التي يجري تحميلها بمجملها وبمجمل أفرادها مسؤولية الجرائم الطائفية التي يرتكبها النظام الأسدي، بما في ذلك جرائم الإبادة. وبطبيعة الحال عمل الإسلام السياسي والجهادي على الدفع في هذه الوجهة الطائفية، وساعده في ذلك غياب المسألة الطائفية والتصدي لها في الفكر السياسي المعارض للنظام.
وها نحن اليوم أمام الحصاد الدموي للطائفية ونكرانها.

تيسير خلف
حول العلويين وأصولهم
أحد الأخوة العلويين من محافظة طرطوس أرسل لي على البريد الخاص منشوراً لأحد معاتيه العصر يقول فيه إنه على الذين يقتلون العلويين اليوم أن يعلموا أن هؤلاء هم أحفاد الفينيقيين، وطلب مني إيضاحاً حول هذه القضية من خلال معرفتي التاريخية.
لفتني المنشور وأضحكني في الآن ذاته. هل إدانة القتل مرتبطة بتاريخ شعب ما؟ مثلاً لو كان العلويون سومريين أو حثيين ما الذي يختلف في الأمر؟ وهل يختلف الأمر إن كانوا عرباً أو تركاً أو كرداً؟
أجبت الأخ العلوي على سؤاله بتسجيل صوتي مطول، وتمنى علي أن أنشر مضمونه لتعم الفائدة في هذه الأيام التي تشهد شيطنة لهذه الطائفة الكريمة عبر الكثير من الشائعات التي تطال الأصل والفصل والغايات.
في قناعتي أن تعريف العنصرية لا يخرج عن إطلاق الأحكام على الجماعات بوصفها جماعات. وفيما يخص الأخوة العلويين مروا خلال السنوات الخمسة عشر الماضية بصراع هوياتي خطير نتيجة الخيارات الصفرية التي زجهم فيها النظام المخلوع. فبدأ البعض يعزف على نغمة البحث عن هوية قديمة معروفة بتاريخ الحضارة للترفع والتمايز عن الهوية العربية التي كانت تتعرض في تلك السنوات للتحطيم على أكثر من صعيد.
ولكن تاريخ العلويين معروف وموجود في طيات الكتب، وهم مكون عربي أصيل، من الصحيح أنهم ينحدرون من منابت مختلفة ولكن هويتهم العربية لا جدال حولها.
من خلال تتبعي للمصادر التاريخية العربية أستطيع أن أضع تصوراً قد يكون قريباً من الحقيقة لتكوُّن هذه الطائفة السورية الكريمة.
الدليل التاريخي الأول هو ما ورد عن سيف الدولة الحمداني حين أسكن جماعة النصيرية الحرانية في جبال الساحل السوري الشمالية، فيما نعرفه اليوم بجبال اللاذقية بسبب التهديدات السلجوقية. ويبقى موضوع تحول صابئة حران إلى المذهب النصيري مجالاً للبحث التاريخي، ولكن في عهد سيف الدولة في القرن الخامس الهجري كان صابئة حران قد أصبحوا جماعة شيعية على مذهب ابن نصير.
وجد الحرانيون في جبال اللاذقية مجموعات من بني كلب وبني غسان الذين سبق أن أقطعهم معاوية بن ابي سفيان هذه الجبال لتعميرها وحمايتها بعد أن بنى استراتيجيته العسكرية القائمة على تحصين السواحل بالعرب حين لاحظ أنها خاصرة رخوة يجخلها الروم البيزنطيون وقت يشاؤون. ومن المعروف أن الكلبيين والغساسنة كانوا يشكلون عماد دولة معاوية في الشام. ولكن بعد سقوط دولة الأمويين اعتنق هؤلاء التشيع شأنهم شأن غالبية عرب الشام في حقبة الصراع الفاطمي العباسي على هذه البلاد، وكانت آخر إماراتهم هي إمارة بني منقد الكلبيين في شيزر.
في فترات تاريخية لاحقة انضم نصيريو عانة في العراق إلى نصيريي الساحل بقيادة الأمير المنتجب العاني، تلاهم نصيريو سنجار بقيادة الأمير المكزون السنجاري لتتشكل هذه الطائفة من هذه المكونات الأربعة، ومع احتفاظ القبائل والعشائر بأسمائها القديمة رغم ظهور مسميات حديثة.
الدولتان السلجوقية والايوبية هما المسؤولتان عن دفع العلويين النصيرية للسكن في الجبال بعد ان كانوا يتوزعون بالإضافة إلى جبال الساحل في بعض مدن وحصون الداخل.. وأدت العزلة الطويلة طوال العصرين المملوكي والعثماني إلى تكون أوهام حول هذه الطائفة التي كونت الشعب السوري كما نعرفه اليوم بعد خروج العثمانيين من بلاد الشام عام 1918.
سألني الأخ العزيز عن حقيقة الادعاء المنتشر بأن حافظ الأسد كاكائي. ضحكت وتذكرت صديقي المرحوم عز الدين سطاس وهو من شراكسة الجولان، حين اخبرني قبل سنوات طويلة بأن جميل الأسد في اجتماع مع بعض وجهاء الشراكسة في سوريا قال إن أصل عائلتهم شركسي. ولكنهم عاشوا مع العلويين فترة طويلة.. نفس الكلام كان جميل الأسد يقوله للأكراد وربما للتركمان القزلباش، رغبة منه لكسب تأييد هذه المجموعات، ولكن حافظ الأسد وعائلته من ابناء هذه البلاد، وربما أصل العائلة القديم من منطقة السويدية في لواء اسكندرون ولكنهم علويون عرب. ومن قال إن العرب أمة مقدسة لا لصوص فيها ولا قتلة ولا مجرمين؟
روزا ياسين حسن
الكثير من السنّة من أهل البلد ببانياس هم من ساعد النازحين العلويين المرعوبين من القتل الطائفي في أحيائهم. تأكيدات متوالية من شهادات الناجين من المجزرة. تؤكدها الكثير من الدعوات والمناشدات وحملات الدعم والإغاثة والخطب في المساجد لتحريم دم العلويين ورفض الفتنة الطائفية.
بالمقابل هناك دوماً من يدعو إلى قتل المدنيين لأنهم ببساطة علويون.
المجرم ما له طائفة، لا السني إرهابي حاقد طائفي، ولا العلوي فلول حاقد طائفي، لكن ما علينا إلا اجتثاث الحاقدين طائفياً من الطرفين الذين يلعبون بنا وبدمنا وببلدنا.
في بالمختصر مجرمين وفي بشر بدهم يعيشوا بأمان بهالبلد وكل نقطة دم لمدني بريء عندهم حرام.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top