أطبقت القوات الروسية الحصار على الجيش الأوكراني في مقاطعة كورسك، بعد استعادتها السيطرة على خمس قرى في المنطقة، فيما يزور وفد أميركي موسكو بحسب ما أعلن الكرملين اليوم الخميس، موضحاً أن مفاوضين أميركيين في طريقهم إلى روسيا، حيث تعتزم واشنطن تقديم خطتها لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف تحدث هاتفياً مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، أمس الأربعاء.جاء ذلك، فيما ناقش وزراء دفاع فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة وممثلون عن حلف "الناتو" والاتحاد الأوروبي، سُبل تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا، خلال اجتماع في باريس، فيما شارك وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف عبر رابط فيديو.
ترامب ينتظر موافقة روسيا
من جهته، أعرب ترامب، أمس الأربعاء، عن أمله في أن توافق روسيا على وقف إطلاق النار في أوكرانيا لمدة شهر، مؤكداً أن مبعوثين أميركيين يزورون موسكو لمناقشة الأمر. واعتبر أن "الأمر يعتمد الآن على روسيا"، فيما أفادت مصادر روسية وكالة "رويترز"، بأنه ليس مرجّحاً أن يقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف النار، مشيرة إلى أن أي اتفاق يجب أن يأخذ في الاعتبار التقدّم الروسي في ساحة المعركة ويتعامل مع مخاوف موسكو عبر نوع من الضمانات.
وكان وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، قد حثّ موسكو "بقوة على التفكير في إنهاء كل الأعمال القتالية"، محذراً من أنه إذا رفض الروس وقف النار "سنضطرّ إلى دراسة كل شيء وأن نحدّد موقفنا وما هي نواياهم الحقيقية".
اتفاق سلام أوسع
في السياق، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن وقف النار المحتمل يمكن استغلاله لصياغة اتفاق سلام أوسع، موضحاً أنه ينتظر إجراءات قوية من واشنطن إذا رفضت موسكو وقف النار. وأشار إلى أن بلاده يمكنها مناقشة الضمانات الأمنية مع شركائها في حال الاتفاق على وقف النار.
في المقابل، أكد الكرملين أنه ينتظر أن تطلعه أميركا على نتائج محادثات جدة قبل التعليق حول ما إذا كان وقف النار المقترح مقبولاً، مشيراً إلى أنه لا يستبعد إمكانية إجراء اتصال هاتفي بين بوتين وترامب، في حين ذكرت وكالة "إنترفاكس" أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي أجرى الثلاثاء اتصالاً هاتفياً مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.جولة بوتين
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استعادة مدينة سودجا في منطقة كورسك من القوات الأوكرانية، وذلك بعد استعادتها السيطرة على خمس قرى في المنطقة التي تحتلّها أوكرانيا جزئياً، كما أعلنت أن دفاعاتها الجوية أسقطت خلال الليل 77 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق مناطق مختلفة من أراضيها.
في غضون ذلك، زار بوتين القوات الروسية في كورسك، حيث جزم أن بلاده ستنتصر وتحرّر المنطقة بالكامل، متوعداً بمعاملة الأسرى الأوكرانيين في كورسك كإرهابيين.
وأعلن الكرملين أن قيادة قوات "الشمال" الروسية أبلغت بوتين بإطباق الحصار على الجيش الأوكراني في مقاطعة كورسك، ودخول عملية تحرير المقاطعة مرحلتها الأخيرة.
وجاء في بيان الكرملين: "استمع الرئيس بوتين خلال زيارته أحد مراكز القيادة في مقاطعة كورسك إلى تقارير من قائد قوات "الشمال" ونائبه اللذين أبلغاه بتقدم عملية تحرير مقاطعة كورسك من قوات كييف، ودخولها مرحلتها النهائية".
وتفقد الرئيس بوتين قيادة قوات كورسك حيث استمع لتقرير رئيس الأركان فاليري غيراسيموف الذي أعلن فيه أن "القوات الروسية حررت أخيراً أكثر من 1100 كم من أراضي مقاطعة كورسك واستعادت 86 في المئة من الأراضي التي استولى عليها جيش زيلينسكي".
وأضاف أن "خسائر القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك تجاوزت 67 ألف فرد، فيما أطبقت القوات الروسية حصارها على القوات الأوكرانية المتبقية وتواصل إبادتها بشكل ممنهج".