خلص تحقيق للأمم المتحدة، نُشر اليوم الخميس، إلى أن إسرائيل ارتكبت أعمال "إبادة" في قطاع غزة عبر التدمير الممنهج لمنشآت الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية.
وتوصلت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، إلى أن السلطات الإسرائيلية "دمّرت جزئياً القدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة كمجموعة عبر التدمير الممنهج لقطاع الصحة الإنجابية، ما يرقى إلى فئتين من أعمال الإبادة". وردّت بعثة إسرائيل في جنيف بالقول إن الدولة العبرية "ترفض بشكل قاطع" الاتهامات.
مفاوضات الدوحة
جاء ذلك، فيما تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعدما قرر وفد التفاوض الإسرائيلي، الذي أرسلته الحكومة الإسرائيلية إلى الدوحة، تمديد إقامته لمواصلة بحث اتفاق غزة، الذي تنصلت إسرائيل من الالتزام به.
وعرض وزراء خارجية قطر ومصر والأردن والسعودية والإمارات وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، خطة لإعادة إعمار قطاع غزة، رداً على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من القطاع.
وعبّرت مصر عن تقديرها لتصريحات ترامب في شأن عدم مطالبة سكان قطاع غزة بمغادرته. وشددت الخارجية المصرية على أهمية البناء على هذا التوجه الإيجابي لترامب، لدفع جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط.
ورأت أن مبادرة ترامب لإنهاء الصراعات الدولية وإحلال السلام، بما في ذلك في الشرق الأوسط، يمكن أن تمثّل إطاراً عملياً للبناء عليه، داعيةً كل الأطراف الدولية والإقليمية إلى تكثيف الجهود لدفع عملية التسوية السلمية بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة.
خطر المجاعة
وتتزامن هذه التطورات، مع مواصلة قوات الاحتلال خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار من خلال استهداف المدنيين ومنازلهم، كما جرى في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، واستمرارها في منع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى سكّان القطاع. وفي السياق، دعت حماس الوسطاء إلى ممارسة المزيد من الضغط على الاحتلال إلى "فتح المعابر، وتدفق المساعدات الإنسانية ووقف سياسة العقاب الجماعي بحق شعبنا".
وقال الناطق باسم الحركة عبداللطيف القانوع، إن الأيام القليلة المقبلة ستشهد فقدان عدد من المواد الأساسية والسلع الغذائية في قطاع غزة مما يزيد معاناة السكان ويفاقم أزمتهم.
وأشار إلى أن سكان القطاع يعانون من حصار مشدد للأسبوع الثاني ويمنع الاحتلال إدخال الغذاء والدواء والوقود والمواد الأساسية للسكان في جريمة تجويع جديدة.
ولفت إلى أنه "ما لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه قطاع غزة سيعاني سكانه المجاعة مجدداً في شهر رمضان الفضيل".
في غضون ذلك، أدان مقررون أمميون، الاحتجاز التعسفي واسع النطاق للفلسطينيين، ومنهم الأطفال، والاستخدام الممنهج للتعذيب في "مراكز الاحتجاز الإسرائيلية"، منددين بالتهجير القسري الجماعي للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وجرائم الإبادة المتواصلة عبر تدمير الشعب الفلسطيني والسعي للقضاء عليه على أساس عرقي.
من جهتها، أعلنت محكمة العدل الدولية أنها ستعقد جلسات استماع الشهر المقبل للنظر في التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين، وسط اتهامات للاحتلال الإسرائيلي بمنع وصول المساعدات إلى غزة.