تنازلات عن الأرض ورسم خرائط وتقاسم نفوذ!
2025-03-13 07:25:47
""أكثر من خطوة مفاجئة حملتها الساعات الأخيرة على خطّ الدبلوماسية الأميركية حول اتفاق وقف النار أو الأسرى اللبنانيين أو المفاوضات الحدودية، يقرأ فيها الكاتب والمحلل السياسي داوود ابراهيم "إشارات متضاربة بشأن هذا الإتفاق"، إذ يلاحظ أن "واشنطن توفّر من جهة الغطاء لكل ما تفعله إسرائيل من ارتكابات، كما كل الدعم العسكري والحماية من أي مساءلة في إطار عمل اللجنة المكلّفة الإشراف على وقف إطلاق النار، حيث لم يصدر عن هذه اللجنة أي موقف فعال للحد من مواصلة إسرائيل لانتهاكاتها، فيما تتعامل من جهة أخرى مع لبنان بفوقية ومماطلة وتضع الشروط على السلطات اللبنانية وترسل التحذيرات وتلوّح بالعقوبات". وفي حديثٍ لـ"" ينتقد المحلل ابراهيم، أداء السلطة اللبنانية، ويجد أنه "لا يرقى إلى مستوى التحديات، بل يبدو وكأنه ينتظر الدعم أو التأييد بكل خطوة قبل أن يخطوها، وهذا العجز تتعامل معه الإدارة الأميركية وكأن الحكم في لبنان لم يوجد إلاّ لتلبية رغباتها وأوامرها، وهذا ما ظهر في أكثر من مناسبة، كما في موضوع الرحلات الجوية من طهران، وفي الحديث عن الحدود المرسّمة إلى الخطاب الرسمي بمجمله والذي أوحي بأن لبنان بات خاضعاً للوصاية الأميركية".ورداً على سؤال حول احتمال جمع واشنطن لبنان وإسرائيل لبحث النقاط العالقة في ملف تثبيت الحدود البرية، يقول ابراهيم إن "واشنطن تسعى إلى ضمّ لبنان إلى لائحة الدول المطبّعة مع إسرائيل بشكل او بآخر، ولهذه الغاية تحاول أن تستنزف وتقضي على قدرة تصدّي لبنان للشروط الغربية وبالتالي الإلتحاق بركب الدول الدائرة في الفلك الإسرائيلي، وما الحديث الأخير عن تشكيل لجان للبحث في المسائل العالقة بين لبنان وإسرائيل، إلاّ الخطوة الأولى على مسار تفاوضي طويل بين لبنان وإسرائيل". وأمّا بالنسبة لتثبيت الحدود البرية، فيؤكد ابراهيم أنها "مسألة شائكة لا سيّما إذا قرأناها في ضوء المستجدات المتصلة بمزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا خصوصاً بعد انفلاش الإحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي السورية". وهنا يسأل ابراهيم ما إذا كانت ستعود كامل الأراضي اللبنانية إلى السيادة اللبنانية بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا أم أن هناك ما يُعدّ لهذه المنطقة تحديداً، في ظل ما يحكى عن "تنازل لبنان عنها لصالح تسوية على مستوى المنطقة وإعادة رسم خرائط وتقاسم نفوذ".وحول تزامن الحديث عن مفاوضات مع التمادي بالخروقات الإسرائيلية، يكشف ابراهيم أن أطرافاً "تراهن على الإحتلال لتغيير موازين القوى الداخلية، وهذا الخطاب يمكن تلمّسه ولو بطريقة غير مباشرة ممّن هم في سدّة الحكم اليوم، فإذا كان هذا الواقع اليوم في لبنان، فكيف يمكن تخيّل الوضع بالنسبة للخارج، الذي يراهن على أن استمرار العدوان الإسرائيلي يمكن أن يعجّل السير بالتفاوض، مع العلم أنه من الواضح أن استمرار الإعتداءات الإسرائيلية، سيعجّل في قلب المزاج الشعبي الذي كان مشجعاً للسلطة اللبنانية ليعود أدراجه ويقول بعجز هذه السلطة وتقاعسها، وبالتالي أن لا بديل عن المقاومة، أكانت هذه المقاومة أو مقاومات جديدة".
وكالات