عسكري إيراني يكشف: استخدمنا "الباسك" لتنفيذ اغتيالات خارجية!
2025-03-12 22:55:49
اعترف وزير الحرس الثوري الإيراني السابق، محسن رفيق دوست، بتعاون طهران مع "منظمة الباسك" الإسبانية الانفصالية، عبر شخص وصفه بـ"رجل دين مصري"، لتنفيذ عمليات اغتيال، دون الكشف عن هوية المصري الذي كُلف بدفع الأموال للمنظمة نيابة عن إيران، بعد تنفيذ اغتيالات سياسية استهدفت معارضين إيرانيين بارزين في الخارج.
وفي مقابلة ضمن برنامج "التاريخ الشفهي" مع موقع "مرصد إيران"، أقرّ رفيق دوست، الوزير السابق للحرس الثوري الإيراني والرئيس الأسبق لمؤسسة المستضعفين، بدوره القيادي في توجيه وتنفيذ عدة عمليات اغتيال استهدفت معارضي النظام الإيراني خارج البلاد.
من بين العمليات التي أشار إليها، اغتيال الفنان والناشط السياسي فريدون فرخزاد في ألمانيا عام 1992.
كما اعترف رفيق دوست بمشاركته في عمليات اغتيال أخرى، من بينها اغتيال الحاكم العسكري لطهران قبيل انتصار ثورة 1979، الجنرال غلام علي أويسي، ونجل أشرف بهلوي، شقيق آخر شاهات إيران، شهريار شفيق، وآخر رئيس وزراء في عهد محمد رضا شاه، شابور بختیار.
ووفقًا لرفيق دوست، نُفذت هذه العمليات بواسطة فرقٍ ضمت أعضاءً من مجموعة "الباسك الإسبانية"، وهي منظمة انفصالية معروفة، كانت تقوم بعمليات اغتيال سياسي في عدة دول مقابل أموال دفعتها لها إيران.
وأوضح أن هذه المجموعة كانت تعمل بشكل مستقل، ولم يكن هناك ارتباط تنظيمي مباشر بينها وبين طهران.
وفي حديثه، كشف عن تفاصيل اغتيال شابور بختیار، آخر رئيس وزراء في عهد الشاه، مشيرًا إلى أنه كان رئيس الفريق التنفيذي للعملية والمسؤول عن تنفيذ الأوامر التي صدرت من طهران.
كما أشار إلى دور أنيس نقاش، أحد أعضاء الفريق المنفذ، مؤكدًا أن المحاكم أثبتت أن نقاش كان المسؤول الرئيسي عن تنفيذ العملية.
وتحدث رفيق دوست عن إضراب نقاش عن الطعام في السجون الفرنسية بعد اعتقاله، لافتًا إلى أن الضغوط الدولية، بما في ذلك تدخل هاشمي رفسنجاني عبر اتصال بالرئيس الفرنسي آنذاك، أدت في النهاية إلى إطلاق سراحه.
ووفقًا لوكالة الأنباء الألمانية "دويتشه فيله"، أشار رفيق دوست في مقابلاته الأخيرة إلى دوره في اغتيال فريدون فرخزاد، وهي جريمة لا تزال من القضايا القضائية المهمة والمعقدة في ألمانيا، حيث لم يُغلق ملفها بالكامل حتى الآن.
ولا تزال التحقيقات مستمرة، وتسعى السلطات الألمانية للوصول إلى تفاصيل جديدة بشأن هذه القضية.
وترى "دويتشه فيله" أن اعترافات رفيق دوست العلنية حول دور إيران في هذه العمليات قد تؤدي إلى تصاعد الضغوط الدولية على طهران لكشف أبعاد هذه الاغتيالات.
وألمح رفيق دوست إلى أن هذه العمليات لم تكن مجرد إجراءات أمنية، بل جزء من سياسة مستمرة للقضاء جسديًا على المعارضين ومنع انتشار النقد والاحتجاج ضد النظام.
وبعد الجدل الذي أثارته تصريحاته، أصدر مكتب رفيق دوست بيانًا توضيحيًا حاول فيه التراجع عنها، موضحًا: "لقد خضع رفيق دوست في السنوات الماضية لعملية جراحية في الدماغ تسببت له بمضاعفات واسعة، ما قد يؤدي إلى تذكره لبعض الأحداث والأسماء بشكل خاطئ، وبناءً عليه، فإن التصريحات التي أدلى بها لا يمكن الاعتماد عليها من الناحية القانونية والتاريخية".
من جهته، أصدر محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام وأمين المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي بين رؤساء السلطات الثلاث والقائد العام الأسبق للحرس الثوري، بيانًا نفى فيه تصريحات رفيق دوست حول الاغتيالات وعلاقة طهران بالجماعات الانفصالية.
وكالات