تتجه الأوضاع في ريف القنيطرة نحو مزيد من التصعيد، مع استمرار التوغلات الإسرائيلية والمداهمات والاعتقالات، إلى جانب محاولات تقديم المساعدات المشروطة، في ظل تحركات عسكرية تعكس استراتيجية إسرائيلية جديدة في المنطقة.
ففي محافظة القنيطرة، توغلت القوات الإسرائيلية ليل أمس الأربعاء، في بلدة جباثا الخشب، وقامت بعمليات تفتيش مكثفة في الحارة الغربية للبلدة، ودخلت عدداً من المنازل بحجة البحث عن أسلحة. استمر هذا التوغل لأكثر من ست ساعات قبل أن تنسحب القوات من البلدة.كما أقامت القوات الإسرائيلية حاجزاً طياراً عند مفرق عين البيضة شمال المحافظة، في خطوة تهدف على ما يبدو إلى تعزيز السيطرة الأمنية في المنطقة.وفي تحرك عسكري آخر، توغلت الدبابات الإسرائيلية باتجاه بلدة رويحينة، بعد انطلاقها من قاعدة العدنانية التي أنشأتها إسرائيل حديثاً، قبل أن تعود القوات إلى مواقعها في جنوب القنيطرة.استهداف مباشر للأرزاقفي تصعيد جديد، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على قطيع من الأغنام قرب السياج الحدودي في بلدة الرفيد بريف القنيطرة، ما أدى إلى نفوق أكثر من 100 رأس، في استهداف واضح للأرزاق ومحاولة الضغط على الأهالي اقتصادياً.وفي سياق متصل، دخلت القوات الإسرائيلية بلدة صيدا الحانوت، تحت غطاء تقديم المساعدات الإنسانية، إلا أن الأهالي رفضوا هذه المساعدات بشكل قاطع. كما تكرر المشهد في بلدة المعلّقة، حيث قوبلت العروض الإسرائيلية للمساعدات بالرفض من قبل السكان.وفي بلدة العشّة بريف القنيطرة، نفّذ الجيش الإسرائيلي عملية توغل جديدة، أسفرت عن اعتقال شاب أثناء دخوله إلى البلدة، وسط حالة من التوتر والقلق بين السكان.يأتي هذا في وقت تكثّف فيه القوات الإسرائيلية عمليات التفتيش والمداهمات في بلدات ريف القنيطرة، بذريعة البحث عن الأسلحة.
تدفق المساعداتفي الشمال، تتدفق المساعدات الإسرائيلية بشكل يومي إلى القرى الدرزية في ريف القنيطرة، حيث يتم إدخال شاحنات محملة بالمواد الغذائية عبر المعابر الحدودية.كما بدأت إسرائيل إعادة إعمار البنية التحتية في تلك القرى، عبر تمديد أعمدة الكهرباء، تشغيل آبار المياه، وإصلاح الأعطال، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لكسب الولاء وتأمين النفوذ في المنطقة.وأعلن الجيش الإسرائيلي أن العمال الدروز السوريين سيُسمح لهم قريباً بالدخول إلى إسرائيل للعمل. كما سيتم السماح لـ100 شيخ درزي سوري بالدخول إلى مناطق الجليل والكرمل عبر معبر عين التينة، باتجاه الجولان السوري المحتل.تصعيد جويوشهد الجنوب السوري تصعيداً جوياً إسرائيلياً واسعاً، حيث نفذت المقاتلات الإسرائيلية أكثر من 100 غارة جوية استهدفت مواقع فارغة تابعة لقوات النظام السوري في ريف القنيطرة، ريف درعا، وريف دمشق الغربي والجنوبي.بالتزامن مع هذه العمليات، تحلق طائرات الاستطلاع والطيران الحربي الإسرائيلي يومياً فوق محافظتي القنيطرة ودرعا، في نشاط جوي متزايد يعكس استمرار التوتر الأمني في المنطقة.