أكد الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، اليوم الأربعاء، أن "الاحتلال تنصل من اتفاق وقف إطلاق النار"، لافتاً إلى أن "هذا يتناقض مع الإرادة الدولية وجهود كل الوسطاء لتثبيت الاتفاق وإنهاء الحرب".
يأتي ذلم فيما تتجه الأنظار نحو المفاوضات الجديدة في العاصمة القطرية، إذ من المقرر مشاركة وفد التفاوض الإسرائيلي الذي وصل إلى الدوحة، في حين وصل أيضاَ المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، للمشاركة في المحادثات.
وأوضح القانوع أن "حركة حماس قدمت مرونة وتعاملت بإيجابية في مختلف محطات التفاوض وهي على ذلك لإلزام الاحتلال بالاتفاق وإنجاز مطالب شعبنا". وقال: "ننتظر خطوات جديدة من مفاوضات الدوحة للمضي نحو تطبيق المرحلة الثانية واستئناف إدخال المساعدات وضمان إنهاء الحرب".ملك إسرائيل!
وتواصل إسرائيل خروقها لاتفاق وقف إطلاقق النار وذلك في اليوم الـ53 منه، حيث تستمر بإغلاق المعابر ومنع إدخال الوقود وغاز الطهي والمساعدات الإنسانية، إضافة إلى قطع الكهرباء والمياه عن 2.2 مليون فلسطيني في القطاع.
وبانتظار نتائج المرحلة الجديدة من المفاوضات، توقع تقرير إسرائيلي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيفرض على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، سياسة إسرائيل الخارجية، بما يتعلق بالحرب والسلم وتبادل الأسرى مع حماس، وأن "شهر العسل" بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو "تبدد"، ليكشف أن ترامب هو "الحاكم أو الملك" في إسرائيل.
وتبين لنتنياهو، عندما التقى مع ترامب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، أن ترامب يتخذ القرارات الإستراتيجية لإسرائيل بدلاً عنه، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب، بواسطة ويتكوف، فرض المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، رغم أن نتنياهو رفضها وسعى إلى إحباطها طوال سنة كاملة.
وأضافت أن الولايات المتحدة تفرض على إسرائيل حالياً، تطبيق مرحلة التداول مع لبنان حول الحدود، بينما نتنياهو عارض ذلك عندما وقع رئيس الحكومة السابق يائير لبيد، اتفاق الحدود الاقتصادية (البحرية) مع لبنان، ووصفه نتنياهو بأنه "اتفاق الخيانة والاستسلام" وتعهد بإلغائه.
وعندما وافق نتنياهو على وقف إطلاق النار مع حزب الله، استسلم للرئيس الأميركي السابق جو بايدن، وتحول الآن إلى استسلام لترامب، وعملياً سيطبق نتنياهو الاتفاق الذي وقعه لبيد بالضبط، وفقاً للصحيفة.إخضاع إسرائيل
واعتبرت أن المفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس فُرضت أيضاً على الحكومة الإسرائيلية. وقالت "يديعوت أحرونوت": "لو نجحت هذه المفاوضات وأبرمت صفقة، لأدركت حماس أن الأفضل لها أن تجري محادثات مباشرة مع ترامب، وكما سنرى كيف أن كافة الخطوات المستقبلية سيفرضها الأميركيون، وبدون أي ترجيح رأي إسرائيلي".
وتابعت أن" ترامب وويتكوف يريدان استمرار وقف إطلاق النار وتحرير الأسرى الإسرائيليين، وأنه خلافاً لبايدن، ليس باستطاعة نتنياهو أن يقول لهما لا، وهما يعلمان ذلك. كما أن إسرائيل تنصاع لإملاءات أميركية بشأن قرارات الأمم المتحدة، مثل القرار المؤيد لروسيا ضد أوكرانيا".
وأضافت الصحيفة أنه "ينبغي القول باستقامة إنه يجري إخضاع إسرائيل بالمطلق للأجندة الأميركية، ويبدو أنها فوجئت باكتشاف أن ترامب لا يكتفي بكونه رئيس الولايات المتحدة، وأنه يريد أن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية أيضاً. وفي هذه الأثناء، تسير هذه الأمور جيدا لأن الحكومة الإسرائيلية توافق باستسلام على جميع مطالبه وطلباته".مصير زيلينسكي
وحذرت الصحيفة من أن يلقى نتنياهو مصير الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي قائلة: "يُخيّل لنتنياهو أنه لن يحصل له مثلما حصل لزيلينسكي (خلال توبيخه) في البيت الأبيض، طالما أنه ينصاع لترامب طبعاً. لكن عندما يتوقف عن ذلك، فإن نتنياهو قد يلقى معاملة مشابهة، وهو يعلم ذلك".
وتابعت الصحيفة أن اتفاقاً بين إسرائيل ولبنان هو مصلحة أميركية بارزة، لأن هذه مصلحة السعودية أيضاً، شريكة ترامب، الذي يتطلع إلى التوصل إلى اتفاق معها، "من أجل أن يحصل على جائزة نوبل، وكذلك من أجل أن يعبئ جيوب عائلته وأصدقائه من كبار الأثرياء، وهو لن يتردد في أن ينفذ هذا على حساب إسرائيل، وبضمن ذلك مقابل السلطة الفلسطينية، وذلك من دون أن يجرؤ نتنياهو وحكومته على التعبير عن أي معارضة".