2025- 03 - 12   |   بحث في الموقع  
logo اليكم أسماء قادة الأجهزة الأمنية التي ستُبت غداً logo القاع وجهة التهريب الجديدة من سوريا بعد الهرمل logo أصحاب الصناعات الغذائية: لخفض الرسوم المجحفة بحق الإنتاج الوطني logo بالصور: سلسلة لقاءات لسلام logo "خطة شاملة"... إسرائيل: نسعى إلى تطبيع العلاقات مع لبنان logo قرار لوزير المال يتعلق بتسوية غرامات logo بشار إسماعيل: فقدت 15 شخصاً من عائلتي في اللاذقية logo كشف التفاصيل لمحاولة اغتيال صحافية إيرانية في نيويورك
في جدة... هدنة أوكرانية
2025-03-12 07:55:49

السعودية التي توعد بايدن قبل بضعة سنوات أن تُعامل كدولة مارقة، تستضيف مدنها هذه الأيام سلسلة من المحادثات بين الولايات المتحدة وأطراف الحرب الأوكرانية، سواء كانوا خصوماً أو حلفاءً. ولعل في تلك المفارقة ما يشير إلى التحولات والتبدلات التي تلحق بخريطة السياسة الدولية، والصعود والهبوط في الأوزان الدبلوماسية للدول. وهو أمر لا يجب النظر إليه على أنه مرتبط بالطبيعة المتقلبة لولاية ترامب، بل بالأحرى يجدر بنا النظر إلى سياسات الرئيس الأميركي كنتاج لتلك التغيرات العميقة والمتسارعة وكمحاولة منه اللحاق بها أو السيطرة عليها.التزمت الرياض بمسافة مريحة من الموقف الأميركي تجاه الحرب الأوكرانية، وسمح ذلك لها بالمحافظة على حيادها وعلى علاقات ودية مع موسكو، وهي العلاقات التي مكنتها من التوسط أكثر من مرة للتوصل إلى اتفاقات لتبادل السجناء بين الطرفين المتحاربين. وقد قامت الإمارات وقطر بالتوسط أيضاً في عمليات لتبادل الأسرى ولم شمل أسر مشتتة بسبب الحرب. إلا أن السعودية هي من تلعب مؤخراً الدور الأبرز في الوساطة واستضافة اللقاءات، التي لا تقتصر فقط على تقريب وجهات النظر بين الخصوم، بل وحتى بين الحلفاء. فبعد اللقاء الكارثي بين ترامب ونائبه مع زيلينسكي في البيت الأبيض، أثمر لقاء بين الوفدين الأميركي والأوكراني في جدة عن إعلان الحكومة الأوكرانية عن استعدادها لقبول هدنة لمدة شهر. وبحسب التصريحات الأميركية بعد المحادثات مباشرة: "الكرة الآن في الملعب الروسي"، مع وعد من الرئيس الأميركي أنه سيتحدث بنفسه مع بوتين.الأداء الكارثي لترامب في ساحة الحرب الاقتصادية، لا يجب أن يطغي على النجاحات الأولية لمناوراته الدبلوماسية الخشنة والفوضوية من أجل "السلام". في الوقت الذي تتهاوى البورصات على خلفية معارك التعريفات الجمركية والتعريفات المضادة، وتتصاعد التوقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي والعالمي، يسجل ترامب لنفسه نقطة ثالثة في سبيل الوصول إلى جائزة نوبل، التي يلح على استحقاقه لها. بعد وقف الحرب في لبنان عقب إعلان فوزه بالانتخابات، وبعد بدء الهدنة في غزة قبل تنصيبه في البيت الأبيض، ينتزع ترامب هدنة محتملة في أوكرانيا. ولعل تلك الهدنة لن تقود بالضرورة إلى السلام، بل يعقبها مفاوضات طويلة على شاكلة المفاوضات المتعثرة في غزة ونصف الهدنة المتضمنة وقف لإطلاق النار، مع استمرار القتل بالجوع والتهديد شبه اليومي بفتح أبواب الجحيم والتطهير العرقي.من جهة، يتعلق أمر السلام بهوس ترامب بصورته الشخصية. هو أيضاً يحترم الأقوياء، والأثرياء كذلك. ولعل اختيار جدة لعقد المحادثات وإعلان الهدنة الأوكرانية المحتلمة هو تكريم أميركي للحليف السعودي المستعد لاستثمار مليارات الدولارات في الولايات المتحدة. لكن ومن جهة أخرى، يظهر وكأن واشنطن قد حصدت مكاسب ملموسة. والحال أن التهديد برفع الحماية الأميركية عن أوروبا، دفع الأوروبيين لاتخاذ خطوات جدية نحو رفع ميزانياتهم العسكرية وتحمل المسؤوليات الدفاعية عن القارة. ولا يعني هذا بالضرورة استقلالاً أوروبياً وتباعداً بين ضفتي الأطلسي بل نجاحاً للرغبة الأميركية في عسكرة الحلفاء. أما صفقة المعادن النادرة التي ستسمح للولايات المتحدة بالسيطرة على الموارد الأوكرانية الضرورية في ساحة المنافسة التقنية مع الصين، فحسب التصريحات الأميركية ستكون قيد التوقيع خلال أسبوع من الآن. وأخيراً، إعادة تأهيل موسكو ورفعها من لائحة العقوبات قد تمنع ارتماءها بالكامل في حضن بكين، وتبريد وتيرة تعاونها مع الإيرانيين.
ما بدا قبل أيام قليلة مشهداً دبلوماسيا فوضوياً، يظهر اليوم وكأن الامبراطورية تعيد ترتيب باحاتها الخلفية واحدة بعد أخرى، وتراجع توزيع الأنصبة ومجالات النفوذ بين إمبرياليات متوسطة الحجم حول العالم.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top