2025- 03 - 12   |   بحث في الموقع  
logo بعد أيام من العنف: سيدة من السويداء تهدي الشرع "قلادة من الساحل"! logo "علاقات طبيعية"... روسيا: أميركا مستعدة للتفاوض بجدية معنا logo جريمة مروّعة تهزّ الشوف... عُثر عليها مقتولة داخل منزلها! logo رسامني: أمن المطار وتأهيل البنى التحتية أولوية logo كنعان: هكذا يبدأ الإصلاح المنشود لاستعادة الثقة logo تحويلات المغتربين إلى لبنان تتراجع لأدنى مستوى منذ 2007 logo تصعيد خطير: كمائن ضد الجيش الإسرائيلي في حوض اليرموك logo بصمات إيرانية في الساحل السوري... من يمسك بورقة الفوضى؟
شروط إسرائيلية جديدة للانسحاب.. الديبلوماسية رهينة لمشوار التطبيع؟
2025-03-12 00:25:45


فتحت التصريحات الصادرة بالأمس عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، والمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، الباب اليوم أمام احتمالات عدة بشأن مسألة الحدود بين لبنان وفلسطين. بدا لافتاً ما نقلته أورتاغوس عن "اطلاق مجموعات عمل دبلوماسية ستعمل على حل المشكلات بين لبنان وإسرائيل كالخط الأزرق وغيره"، مبدية تفاؤلها "باتفاق لحل قضية النقاط الخمس"، ومشددة على رأي الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتباره "الدبلوماسية هي التي تحلّ مشكلة الحدود"، معطوفاً على ما صدر عن نتنياهو بانّه "تم الاتفاق على تشكيل 3 فرق عمل مشتركة لتعزيز الاستقرار في المنطقة"، وفتحه ملف "ترسيم الحدود" بادخاله عناصر جديدة على المعادلة المحلية، والشروط الجديدة المتوقعة، وأبعاد كل هذه العناصر المستجدة على المشهد السياسي والأمني اللبناني.
كلام أميركي – إسرائيلي مستجد، قد يشكل نقطة تحول في المرحلة المقبلة، على الرغم من أنّه لا يشكل لغاية الآن، ضغطاً مباشراً مطلوباً على إسرائيل لإلزامها الانسحاب فوراً من لبنان وتنفيذ القرارات الدولية. تأويلات بلا ضمانة مؤكدة بأنّ تنجح الديبلوماسية اليوم، في سحب الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، أقلّه في المدى المنظور. فإسرائيل ميدانياً تجاوزت حدود التلال الخمس الاستراتيجية. يُرجح أنها وصلت لحدود أكثر من عشر نقاط، تتمدد فيها القوات الإسرائيلية، انطلاقاً من محيط التلال التي تحتلها إسرائيل اليوم، والتي أقامت فيها منشآت عسكرية، كالمنطقة الواقعة بين حولا ومركبا، التي دخل إليها المستوطنون قبل أيام.
واليوم، إسرائيل وفي ضوء المتغيرات السياسية والأمنية في المنطقة، وتحديداً في سوريا، بات وجودها مرتبطاً بخط تقدّم جديد، تبني على أساسه مشروع "إسرائيل الكبرى". خط يمتد من الساحل على البحر المتوسط شمال فلسطين، مروراً بمزارع شبعا وهضبة الجولان إلى الحدود الأردنية.قطار التطبيعيحصل ما يحصل، بينما أميركا وإسرائيل تدفع قدماً نحو خلق واقعٍ لبناني تريده أقرب إلى فكر مشروع التطبيع الواسع في المنطقة، ليس في لبنان فحسب بل في سوريا أيضاً ودول الخليج. وعليه، إسرائيل لن تنسحب قريباً، ربطاً بما صدر مؤخراً على لسان مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي أعرب عن "تفاؤله بجهود إقناع السعودية للانضمام لاتفاقيات التطبيع مع إسرائيل"، مشيراً إلى أنّ سوريا ولبنان "يمكن أن يلحقا بقطار التطبيع". القطار الذي عاد وتحدث عنه مستشار الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب مسعد بولس، بعدما قال إنّ "السلام هو التوقع المشترك بين شعبي لبنان وإسرائيل، وأنه مع العون الإلهي يتطلعون إلى تحقيقه قريبا".
هذا ما تريده أميركا ومعها إسرائيل، وخصوصاً في ظل ظروف مؤاتية من وجهة نظرهما بعد الخسائر الكبيرة التي مُني بها حزب الله من جهة، والفوضى الأمنية الحاصلة في سوريا وسقوط نظام الأسد من جهة ثانية، والتلويح الأميركي بضربة مرتقبة لإيران والتأكيد بعدم السماح لها بامتلاك السلاح النووي واللجوء إلى الخيار العسكري في حال فشل التوصل إلى اتفاق مع إيران من جهة ثالثة.
أمّا لبنان الرسمي، فموقفه واضح. لا محاولة للاستفراد بالقرار اللبناني والضغط باتجاه التطبيع مهما كانت الأسباب. وعلى الرغم من النفي الدائم أنّ لبنان لم يتبلغ شيئاً من هذا القبيل بشكل رسمي، إلاّ أنّ المعطيات تفيد بالعكس. ويستمر لبنان اليوم في محاولة للسعي دبلوماسياً لضمان انسحاب إسرائيل في أقرب وقت.الحزب خارج المعادلةتفيد مصادر مطلعة لـ"المدن" أنّ حزب الله من جانبه "يعطي المجال للدبلوماسية، كي لا يؤخذ عليه أن يفتح الباب للحرب مرة ثانية"، وكلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مقابلته التلفزيونية الأحدث رسم فيها الخطوط العريضة ومنهجية الحزب في التعاطي مع مختلف الملفات في المرحلة المقبلة. وبحسب المصادر فإنّه "وفي اطار الديبلوماسية اللبنانية، وإن كان المعنيين لا يجاهرون بذلك ولكنها لم تؤتِ ثمارها لغاية اليوم، بل على العكس من ذلك، فإنّ القطار الأميركي يسير نحو التطبيع، ولا تريد أميركا أن تسمع من لبنان موقفاً مغايراً"، بل ما يحصل هو ربط شروط اعادة الاعمار بسلاح حزب الله والتغيير الجوهري الذي يقضي بأن يكون حزب الله تماما خارج المعادلة السياسية في البلد. وعليه، تشير المصادر إلى أنّه "وبمعنى اخر، الحرب مستمرة على حزب الله من قبل المجتمع الدولي من جهة، وإسرائيل تعدت خطوط التلال الخمس من جهة ثانية، وتعطي لنفسها الحق بالاستهداف، ما يعني أنّ الأمور تنحو نحو المواجهة، وخصوصاً بعدما باتت مسألة السلاح على تماس ايضاً بتطورات الأحداث في سوريا".
أمّا في حال التسليم جدلاً بأنّه من سابع المستحيلات تنفيذ الحلم الأميركي والإسرائيلي في لبنان، فهل تسعى بالتالي إسرائيل إلى فرض شروط جديدة للانسحاب من لبنان؟ هنا يعود الحديث إلى النقطة صفر: إسرائيل لن تنسحب إذا لم يحصل عليها مقاومة حقيقة تجبرها على الانسحاب وخصوصاً بعد التمدد الأخير لها. وطالما أنّ حزب الله لن ينجر إلى حرب جديدة أقله في المدى المنظور أيضاً، فعملية اضعاف الحزب واستنزافه هو الهدف الإسرائيلي، الذي تسعى إسرائيل من خلاله إلى جعل حزب الله خاضعاً ضمن الدولة، فيتم فرض الشروط الإسرائيلية عليه حينها، وذلك ضمن مشروع كبير يُعد للبنان ويخطط للمنطقة ككل.التمدد الإسرائيليعسكرياً، تتذرع إسرائيل بأعذار التمدد الاحتلالي. منسّق الحكومة اللبنانية السابق لدى قوات الطوارئ الدولية العميد منير شحادة، يؤكد في حديث لـ"المدن" أنّ النقاط التي تسيطر عليها إسرائيل جنوباً، باتت أكثر من خمس، متذرعة بأنها بذلك يمكن أن تسيطر على كامل بقعة جنوب الليطاني وحماية المستعمرات المقابلة في فلسطين المحتلة. وبحسب شحادة فـ"الأعذار لا تصريف لها على أرض الواقع، ففي ظل وجود الطائرات المسيرة والأسلحة الذكية، لا حاجة لأي جيش للاعتماد على تلال جغرافية للسيطرة". أمّا بما يتعلق بحجة حماية المستوطنات وتبرير إسرائيل لبقائها في الجنوب، فبحسب شحادة "هناك أكثر من مئة مركز إسرائيلي موجود ومنتشر من البحر جنوب الخط الأزرق، بين المستعمرات والحدود اللبنانية من الغرب وحتى مزارع شبعا، وبالتالي لا حاجة لهذه التلال لحماية المستمعرات الشمالية".
وبالتالي، فإنّ السبب الرئيسي لبقاء إسرائيل جنوباً، أنّ الكيان الإسرائيلي يريد القول للبنان أنّ "الخط الأزرق أصبح وراءنا، وأصبحنا اليوم نتحكم بخط انسحاب جديد، مؤلف من النقاط التي تتمركز عليها القوات الإسرائيلية". أمّا السبب الثاني وبحسب شحادة فهو "استكمال عملية الضغط على المقاومة، والضغط على لبنان الرسمي والشعبي، للضغط بمقابل على المقاومة لتجريدها من سلاحها حتى شمال الليطاني. وهي تتذرع في المقابل أنّ لبنان لم يستطع تطبيق الـ1701".التقدّم باتجاه سورياوالجدير ذكره أنّ إسرائيل تقدمت باتجاه الشمال من الجولان وتركزت في حوالى 11 نقطة في الأراضي السورية عما كان عليه الوضع منذ حرب الـ67. وبحسب شحادة "هذا الخط السوري والنقاط السبع في لبنان هو خط جديد لما تبني عليه إسرائيل في المستقبل، امتداداً من الساحل على البحر المتوسط شمال فلسطين لغاية حدود الاردن. وهو ما تسعى إليه إسرائيل لتقسيم سوريا، وكل ذلك يصب في مصلحتها، فكلما كان الأمن غير مستتب في سوريا، ستتذرع إسرائيل بأن أمن حدودها في خطر، لتمعن في تمددها، ولا مبالغة بالقول انها قد تصل إلى دمشق".
أمّا فيما يتعلق بالحديث عن التطبيع الذي تسعى أميركا إليه للبنان مع إسرائيل، فيشير شحادة إلى ضغوطات على لبنان في هذا الإطار، "ولكن هناك فريق وازن في لبنان وقاعدة شعبية لن تسمح بذلك مهما كلف الأمر، فيما ستستمر إسرائيل بابتزاز لبنان من خلال الضغط على المقاومة وجمهورها انطلاقاً من مسألة اعادة الاعمار والسلاح، على الرغم أنّ أقصى ما يمكن أن تصل إليه هو اتفاق هدنة وليس تطبيع".نتنياهو وملف الترسيمكل ما سبق يشكل اعلاناً جديداً في المعطي الأمني السياسي، الذي تحاول إسرائيل فرضه، انطلاقاً مما صدر عن نتنياهو، خصوصاً لناحية فتحه ملف ترسيم الحدود في هذا التوقيت. فنتنياهو أشار إلى "اتفاق مع لبنان على ترسيم الحدود" بينما لبنان تجاوز هذا الاعتبار ويطالب بتثيت الحدود وليس ترسيمها. وإسرائيل هي المعتدية وعليها الانسحاب. فيما إسرائيل تمعن في الالتفاف حول الشروط، في وقت أصبحت فيه الدولة اللبنانية مطالبة اليوم بالتوضيح للرأي العام أي ترسيم تتحدث عنه إسرائيل، وأي اتفاق مسبق حصل بين لبنان وأميركا، تطرقت إليه الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس في ظل حديثها عن السلاح وحدود الليطاني.
عاملان جديدان إذاً، يتوجب على لبنان توضحيهما، واعلان موقف واضح كرد على كلام نتنياهو، الذي أدخل عناصر جديدة على المعادلة المحلية، يتوجب التوقف عند أبعادها، واستبعاد كل ما ينطق به نتنياهو عن "بادرة حسن نية" كما أشار بالأمس في معرض حديثه عن تسليم الأسرى اللبنانيين بعد اجتماع لجنة المراقبة الخماسية.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top