أصدرت القيادة السياسية في إسرائيل، تعليمات صارمة بمنع تموضع أي قوات سورية ضمن عمق واسع جديد، يصل إلى العاصمة دمشق، فيما وجّه وزير الأمن يسرائيل كاتس، تهديدات جديدة للرئيس السوري أحمد الشرع، مضيفاً أن العمّال الدروز سيبدأون العمل في مستوطنات الجولان المحتل في 16 آذار/ مارس الحالي.
عمق أمني جديد
وقالت صحيفة "هآرتس" في تقرير، إن القيادة السياسية وجّهت تعليمات صارمة بمنع أي تموضع عسكري للقوات السورية حتى عمق 65 كيلومتراً عن الحدود، مضيفةً أن العمل جارٍ من قبل الجيش الإسرائيلي لإنشاء مواقع جديدة داخل المنطقة العازلة، جنوب غرب سوريا.
وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل لن تسمح بنقل أسلحة بعيدة المدى مثل قاذفات الصواريخ أو أنظمة الأسلحة المتقدمة، داخل ذلك العمق، والذي يمتد حتى الطريق الواصل بين العاصمة دمشق ومدينة السويداء.
وأضاف التقرير أن إسرائيل تفرض سيطرة فعلية بعمق 5 كيلومترات، عن السياج الحدودي مع الأراضي السورية، موضحاً أن 3 فرق عسكرية إسرائيلية تعمل بشكل علني لمنع أي محاولات تسلل.
وقال التقرير إن الجيش الإسرائيلي يمنع دخول المدنيين السوريين إلى تلك المنطقة، باستثناء المقيمين فيها، بينما يصنّف المنطقة الممتدة حتى 15 كيلومتراً عن الحدود، بأنها "منطقة أمنية" يحظّر على القوات السورية الدخول إليها.
إلا أن تقرير الصحيفة العبرية، زعم أن الجيش الإسرائيلي يعتزم السماح للقوات الشرطية في سوريا بالدخول إلى المناطق التي تبعد أكثر من 15 كيلومتراً عن الحدود مع الجولان السوري، والمناطق التي تحتلها إسرائيل.
العمّال الدروز
وقرّر الجيش الإسرائيلي إنشاء وحدة تنسيق وارتباط تابعة لمنسق أعمال الحكومة في المناطق المحتلة، بهدف إقامة علاقات مع سكان القرى الدرزية السورية القريبة من الحدود، كما سيعمل على تحسين البنية التحتية في القرى الدرزية الحدودية داخل سوريا، ضمنها إصلاح شبكات المياه وتحسين الخدمات الطبية.
إلى جانب ذلك، يعتزم الاحتلال الإسرائيلي السماح مستقبلاً، تنظيم لقاءات بين العائلات الدرزية في سوريا وإسرائيل، بحسب ما جاء في تقرير الصحيفة العبرية.
ووفقاً للتقرير، فإن نحو 40 ألف مدني سوري يعيشون حالياً في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في سوريا، بينهم 25 ألفاً في الجولان، و15 ألفاً في سفوح جبل الشيخ، معظمهم من الدروز الذين تحاول إسرائيل تعزيز العلاقة معهم بمسعى لتقسيم المجتمع السوري.
تهديد الشرع
في السياق، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، خلال جولة ميدانية داخل المنطقة العازلة وسفوح جبل الشيخ المحتلين من قبل جيش الاحتلال، أن العمال الدروز سيبدأون العمل داخل مستوطنات الجولان المحتل، الأحد المقبل، في 16 آذار/مارس الحالي.
وقال كاتس إن إسرائيل "ستعزز علاقتها مع الدروز في المنطقة"، مضيفاً أن جيش الاحتلال سيظل متمركزاً في سوريا، لفترة غير محددة.
ووجه كاتس تهديداً صريحاً للشرع قائلاً: "في كل صباح عندما يفتح الجولاني (أحمد الشرع) عينيه في القصر الرئاسي في دمشق، سيرى الجيش الإسرائيلي يراقبه من مرتفعات جبل الشيخ وسيدرك أننا هنا، وفي جميع المناطق الأمنية في جنوب سوريا، لحماية سكان الجولان والجليل من أي تهديد يمثّله هو أو أصدقاؤه الجهاديون".
وعن الغارات الإسرائيلية على سوريا، قال كاتس إن جيش الاحتلال استهدف أكثر من 40 موقعاً عسكرياً جنوب سوريا، لتنفيذ "السياسة الإسرائيلية المعلنة وإحباط التهديدات"، بحسب وصفه.
وليل الاثنين/الثلاثاء، شنّت الطائرات الإسرائيلية نحو 40 غارة جوية، استهدفت دبابات ومرابض مدفعية للجيش السوري، في عدد من الفرق العسكرية في أرياف درعا والسويداء والقنيطرة ودمشق.