مثّل الافراج عن أربعة أسرى لبنانيين محتجزين لدى قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ ثلاثة أشهر، الإنجاز الأمني الأول لعهد الرئيس جوزيف عون، والذي يخاطب الداخل اللبناني بأطيافه كافة. ورحب جمهور "حزب الله" بالافراج عن الأسرى ضمن مبادرة أميركية، وصفتها إسرائيل كـ"بادرة حُسن نية" تمهيداً لاطلاق مفاوضات على تحديد الحدود البرية، كما أرضى هذا الانجاز خصوم الحزب الذي رأوا أن الافراج عن المحتجزين بالدبلوماسية، دليل على أن الجهود السياسية يمكن أن تحقق انجازات لا تقتصر على الأعمال العسكرية. وتسلم لبنان مساء الثلاثاء أربعة أسرى من الصليب الأحمر، سبق أن خطفهم الاحتلال من الأراضي اللبنانية خلال الأسابيع الماضية، وهم أسير من بلدة مارون الراس، وآخر من حولا، وآخر من النبي شيت في البقاع، وآخر من القصيبة في الجنوب. واختطف هؤلاء بعد توقف المعارك العسكرية في 26 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، من بلدات مارون الراس وحولا وتل النحاس. وتحوّل الحدث الى مادة انتقاد لسردية "حزب الله" القائمة على الاقتتال، وقال ناشطون إن الرئيس عون، قام بزنده، بما فشل 100 آلف صاروخ في تحقيقه.. وقال آخر: "كلّ يوم تخطو الدولة خطوة على طريق استعادة ذاتها وسيادتها: اليوم نجحت في الإفراج عن 5 أسرى، بعد غد تعيّن 5 مواقع أمنيّة سيادية، وبعد أيّام تبدأ مفاوضات لحل مَحاور النزاع على الحدود الجنوبية بما في ذلك النقاط الـ5.. وتباعاً تعالج الملفّات الثلاثة: السلاح غير الشرعي والإصلاح والإعمار".