قال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد إن "جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار بدأت اليوم (الثلاثاء)"، مؤكداً أن الحركة تتعامل بإيجابية ومسؤولية بشأن هذه المفاوضات.
وعبّر شديد، في مؤتمر صحافي في الدوحة، اليوم الثلاثاء، عن "أمله في أن تسفر الجولة الحالية من المفاوضات عن تقدّم ملموس نحو بدء المرحلة الثانية"، كما "أمِل أن تسفر مساعي المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار".وأكد شديد أن استمرار إغلاق معابر قطاع غزة جريمة حرب وعقاب جماعي، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك الجاد للضغط على الاحتلال لوقف الاعتداءات.وإذ حذّر من سعي الاحتلال لتشريع ما يسمى بمخطط القدس الكبرى، دعا جماهير الشعب الفلسطيني، والفصائل إلى توحيد الكلمة ومواجهة مخططات الاحتلال صفاً واحداً.
وفد إسرائيلي بالدوحة
ووصل وفد المفاوضات الإسرائيلي إلى الدوحة وسيبقى فيها ليومين، ويتوقع أن يصل ويتكوف إلى الدوحة، صباح غدٍ الأربعاء، في محاولة لممارسة ضغوط من أجل التوصل إلى اتفاق. وبحسب مقترح ويتكوف فإنه بين الأسرى الإسرائيليين الذين سيفرج عنهم في الدفعة الأولى، الأسير عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضاً.
ومنح الكابينيت السياسي – الأمني الإسرائيلي تفويضاً مقلصاً لطاقم المفاوضات، وسيكون بإمكان الطاقم التداول في مقترح ويتكوف، وإذا لم يُتفق عليه سيكون بإمكان الطاقم التداول حول تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ويقضي تفويض الطاقم الإسرائيلي بمصادقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على أي تقدم في المفاوضات، ما يعني أنه يتعين على الطاقم العودة إلى إسرائيل لتقديم تقرير حول أي مقترح.
دفعة أولى من 10 أسرى
جاء ذلك، فيما ذكرت تقارير عبرية، اليوم الثلاثاء، أن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة حول تبادل الأسرى، تتمحور حول إفراج الحركة عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء، إلى جانب وقف إطلاق النار.
ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، فإنه مقابل إفراج الحركة عن 10 أسرى في الدفعة الأولى، سيكون وقف إطلاق النار لمدة 50 أو 60 يوماً، على أن تستأنف إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلى جانب "مكونات إعادة إعمار" تطالب بها حماس.
وتأتي هذه التطورات، على الرغم من تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمطالبة حماس الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين وادعائه بأن "هذا هو التحذير الأخير"، بحيث يتم تبادل الأسرى بموجب مقترح قدمه مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لكن حماس رفضته.
وكان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، أعلن أن مقترح ويتكوف السابق، يقضي بتبادل أسرى ووقف إطلاق نار، ويتضمن الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين، بينهم 11 أحياء و19 أمواتاً، مقابل تحرير أسرى فلسطينيين، في اليوم الأول لبدء تنفيذ المقترح، وفي حال التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم يتم الإفراج عن باقي الأسرى الإسرائيليين الـ29.
أوروبا مع الخطة العربية
في غضون ذلك، قالت مفوضة السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس: "نرفض بشدة أي محاولة لإجراء تغييرات ديمغرافية أو إقليمية في غزة"، مشيرة إلى أن "الخطة العربية لغزة جادة لمناقشة مستقبل القطاع وسنناقش هذه الأفكار مع شركائنا العرب".
وأضافت كالاس: "ندعم دولة فلسطين المستقبلية وغزة جزء لا يتجزأ منها، وسنعمل مع المجتمع الدولي لإعمار إعمار القطاع"، مشددة على وجوب عدم تسييس المساعدات الإنسانية إلى غزة أو ربطها بشروط، ورفع العوائق التي تحول دون إيصالها.
137 شهيداً
وفي سياق متصل، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أن حصيلة الشهداء بنيران وقصف الجيش الإسرائيلي خلال سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بلغت 137 شهيداً منذ 19 كانون الثاني/ يناير 2025.
وقال رئيس المكتب سلامة معروف، إن إسرائيل "تعمدت خلال الأيام العشرة الماضية رفع وتيرة جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، منتهكة اتفاق وقف إطلاق النار بشكل متكرر". وأضاف أن "أحدث هذه الجرائم كان قصف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد خمسة من بينهم شقيقان، ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار إلى 137 شهيداً".
وذكر شهود عيان، أن مسيّرة إسرائيلية استهدفت فلسطينيين بمحور "نتساريم" قرب الحدود الشرقية الجنوبية لمدينة غزة، وذلك أثناء تواجدهم قرب منزل مدمر، ما أسفر عن استشهاد 5 بينهم شقيقان.
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة في آخر حصيلة لها ظهر اليوم الثلاثاء، عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 14 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية، بالإضافة إلى انتشال جثامين 32 شهيداً.
وأشارت إلى أن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بلغت 48 ألفاً و503 شهداء، و111 ألفاً و927 جريحاً.