تعمل إسرائيل على تعزيز سيطرتها في جنوب سوريا، من خلال إنشاء “منظومة دفاعية” في ثلاث مناطق، بهدف منع أي وجود عسكري تابع للحكومة السورية وتعزيز نفوذها في المنطقة. تمتد المنطقة العازلة من قمة جبل الشيخ، التي احتلتها إسرائيل مؤخرًا، إلى مثلث الحدود بين سوريا والأردن وإسرائيل، وتزعم تل أبيب أن السيطرة عليها تمنحها ميزة استخباراتية لمراقبة دمشق والبقاع اللبناني.
وتشمل “منطقة الأمن” العديد من القرى السورية، حيث يتوغل الجيش الإسرائيلي بحجة منع اقتراب المسلحين من الجولان المحتل، بينما تستغلها إسرائيل لتعزيز قدراتها العسكرية والاستخباراتية. أما “منطقة التأثير”، فتمتد حتى طريق دمشق – السويداء، وتعتبرها إسرائيل منطقة حكم ذاتي خلال الحرب السورية، وتسعى إلى الحفاظ على هذا الوضع مستقبلاً.
تسعى إسرائيل إلى منع أي وجود عسكري سوري أو فصائل مسلحة في المناطق التي تحتلها، كما تخطط لإقامة مشاريع اقتصادية، مثل تشغيل عمال دروز سوريين في مستوطنات الجولان المحتل. وتدعم فكرة تقسيم سوريا إلى فيدراليات لضمان منطقة “منزوعة السلاح” جنوب دمشق، وتضغط على واشنطن للإبقاء على القوات الأميركية في سوريا، لمنع تعزيز النفوذ التركي في شرق الفرات. وتهدف هذه التحركات إلى ترسيخ الوجود الإسرائيلي عسكريًا وسياسيًا في جنوب سوريا، مستغلة الأوضاع الإقليمية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.