2025- 03 - 12   |   بحث في الموقع  
logo الحكومة بين تعيينات الضرورة وتعيينات المحاصصة!.. عبدالكافي الصمد logo صحوة أميركية تجاه لبنان لتطبيق الإتفاق.. ومؤشرات لا تبشر بالخير!.. غسان ريفي logo جامع سيدي عبدالواحد.. أثر مملوكي بطراز مغربي logo أميركا "ترتّب" ملفات سوريا ولبنان: الثمن سيُدفع لإسرائيل؟ logo شروط إسرائيلية جديدة للانسحاب.. الديبلوماسية رهينة لمشوار التطبيع؟ logo دمشق و"قسد": اتفاق الضرورة ومواكبة المتغيرات logo بالفيديو: لحظة استقبال الأسرى المحررين في صور logo إسرائيل تهدد الشرع وتفرض عمقاً أمنياً جديداً بسوريا
وطن غادة جمّال: النشوة، المنظورات المشتركة، والقلق
2025-03-11 12:55:53

"من القلب إلى الوطن" هو عنوان المجموعة التي تعرضها غادة جمّال، لدى غاليري "Art on 56" في بيروت. يتألف المعرض من ثلاث مجموعات من الأعمال، التي أنجزت بين العامين 2023 و2024. وذات أحجام مختلفة، نفذت بتقنية الأكريليك على القماش.
حَسبَما تشير النشرة الصحافية الخاصة بالمعرض، وكما يمكن للمشاهد ملاحظته، ولو في شكل نسبي، فإن ما تعرضه غادة جمّال هو أشبه برحلة تنقسم إلى ثلاثة أجزاء أو عناوين: النشوة، المنظورات المشتركة، والقلق. في هذه المناسبة، لا بد من الإشارة إلى أن أعمالاً فنية كثيرة، ولفنانين من مختلف الحقبات التاريخية، كانت اعتمدت هذا النهج في تقديم العمل الفني الواحد ضمن ثلاثية ذات تسمية خاصة بكل جزء من الأجزاء. فثلاثية "حديقة المسرّات" لجيروم بوش من القرن السادس عشر، أو ثلاثية "الحرب" لأتو ديكس من القرن العشرين، ماثلتان في أذهاننا، علماً أن حالة جمّال تختلف كونها تشمل أعمال المعرض بكاملها، المقسّمة إلى فئات، مع الخيط الواضح في الأسلوب والنمط الفني الذي يجمع بينها.
في كل الأحوال، فإن الرحلة التي تدعونا الفنانة إلى القيام بها تتمحور حول المدينة التي لطالما أوحت لكثيرين بموضوعات عديدة لا تقتصر على الفن التشكيلي فحسب، بل على أنواع الفنون كافة، إضافة إلى مجالات الثقافة الأخرى، والمقصود هنا هي العاصمة اللبنانية بيروت. هذه المدينة "بجمالها وشوارعها، التي تكشف باستمرار عن قصص وذكريات عمرها آلاف السنين، تشكل الأساس لهذه الرحلة. إنها مكان يتشابك فيه الماضي والحاضر في وفرة من الجمال السخي. رؤيتي للبنان هي رؤية وطن بعيد المنال، مع شهية عاطفية للحياة، على الرغم من آلامه وقلقه"، بحسب الفنانة.
تحاول جمّال إطلاع المشاهد على العملية التي اتبعتها في إنجازها الأعمال المعروضة، بدءاً من الخطوات الأولى، مروراً بتطوّر العمل، وصولاً إلى النتيجة الماثلة أمامنا. لكن مفاعل هذا الحديث، أو هذه العملية، يصعب رصدها بوضوح في اللوحة، كونه سياقا فنياً شخصياً وداخلياً: "يتم إدخال اللون إلى القماش بحريّة وسلاسة، مما يسمح بظهور حقيقة غامضة"، كما تقول. وفي هذا المجال، تفيد، أيضاً، بأن سلسلة "النشوة" تنبع من ألوان عميقة ودافئة، وهي تجسّد العفوية والفرح. ثم تتلاشى الحدود مع استقرار النشوة. هنا نقول، مرّة أخرى، أن هذه العملية، أو كما يقال بالأجنبية Processus، هي ذات أهمية، ومن المفيد تلمّس الخطوات التي اتبعتها الفنانة، لكن الكلام عنها يبقى ذا وجه مجازي إلى حد ما، إذ لسنا بصَدَدِ مسألة رياضية تبدأ من معادلة ما، وتنتهي إلى معادلة أخرى.
لكن النتيجة النهائية ماثلة أمامنا. ولا بد من القول أن جمّال نجحت في إضفاء طابع الشفافية والسلاسة اللونية على ما أنجزته، إذ لا تغيب عن ناظرنا تلك التقنية المتبّعة، في بعض الأحيان، الشبيهة بتقنية الألوان المائية، بالإضافة إلى بروز الناحية التعبيرية في الأعمال المعروضة عمومًا. كما أن العفوية نفسها كانت أدت دوراً في صوغ اللوحة من حيث التأسيس، أما تحديد معالمها النهائية فلا شك أنه كان في حاجة إقامة نوع من التوازن ما بين الفطرة والإحتراف، بحيث يبدو العمل منجزاً من جهة، لكنه لا يغرق في التفاصيل. على هذا الأساس، نلحظ دور المساحات "الفارغة"، أو بالأحرى تلك التي تكتسب قيمة لونية واحدة ضمن القماش، من دون بروز تناقض واضح في ما بينها وبين المساحات اللونية الأخرى، ما يساهم في تعزيز مبدأ التوازن المذكور.
وإذا كانت الخطوط الهندسية تغيب عن فئة من الأعمال، فإنها تحضر في أعمال أخرى، ويعود هذا الأمر إلى التقسيم المبدئي الذي اعتمدته الفنانة، وتم الحديث عنه. فالمجموعة أو السلسلة الثانية "تتوسع في إمكانات البيئة المبنية. تعكس مزاجات موضوعية مستوحاة من أماكن مألوفة (علماً أن الإشارات إلى هذه الأماكن لا تتم من وجهة نظر واقعية تماماً) وتبلغ ذروتها في السلسلة الأخيرة "القلق"، حيث يرتبط كل من الفن التجريدي والفنان بالقيود - القيود التي يجب أن نعيشها ونتعلم منها قبل أن نتمكن من تركها وراءنا، على ما تقول غادة جمّال.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top