صادم ما يجري في سوريا، وصادمة اكثر المشاهد المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي من الاطراف التي طالها التنكيل وتطلب النجدة والمساعدة وصور الضحايا والاطفال والمدنيين ومن الاطراف التي تحرض على القتل وسفك دماء العلويين ورميهم في البحر طعاماً للأسماك.
هل يجوز؟.. وأي دين يسمح أن تكون الديّان وتنصب نفسك كقاض على بشر قد يكونوا ابرياء وان كانوا من المذنبين فهناك محاكم وقضاء مختص.
سوريا تمر بمرحلة صعبة جداً وتعيش اليوم اسوأ موجات العنف حيث تتداخل الأبعاد السياسية والعسكرية والطائفية والعرقية.
هل هناك تطهير عرقي في سوريا؟
سؤال يؤكد باحث في الشأن السوري لموقع “” ان الاجابة عليه تختلف بين منطقة واخرى حيث هناك مناطق تعرضت او تتعرض اليوم لاستخدام العنف والتهجير القسري لمجموعة دينية ولكن كونها على خلفيات ثأرية وليست من أجل تغيير التركيبة السكانية في المناطق التي طالها العنف لا يمكن إدراجها ضمن مفهوم التطهير العرقي.
ويلفت الى انه خلال سنوات الحرب في سوريا، حدثت عمليات تهجير قسري واسعة، خاصة في المناطق التي شهدت معارك طاحنة ولكنها ايضاً لم تصل الى مرحلة التطهير العرقي.
ويضيف: لقد حصلت عمليات تهجير لملايين السوريين من مناطقهم، سواء داخل سوريا أو إلى خارجها، لكن كان ذلك نتيجة القتال بين الأطراف المختلفة وليس بالضرورة بسبب استهداف عرقي مباشر.
ويرى انه حصلت تغيرات ديموغرافية في بعض المناطق السورية، مثل أجزاء من شمال سوريا، بعد تدخلات عسكرية تركية، حيث تم استبدال بعض السكان بمجموعات أخرى.
ويوضح الباحث في حديثه الى “” أن هناك تهجيراً كبيراً وتغييراً واسع النطاق في التركيبة السكانية في بعض المناطق الا ان استخدام مصطلح “التطهير العرقي” لا ينطبق حتى الساعة على سوريا ولكن اذا لم يتم تدارك الامر فان الوضع قد يخرج عن السيطرة ويتحول الى تطهير عرقي ممنهج ويأخذ سوريا الى منحى آخر، معتبراً أن وقف هذه الصراعات التي لا طائل منها يكون بمصالحة وطنية وضمان حماية حقوق مختلف مكونات المجتمع السوري وإلا الخطر سيطال ليس فقط سوريا وحدها بل كل دول الجوار كون النار الطائفية تحرق وتتمدد بسرعة الضوء ومن الصعب السيطرة عليها اذا اندلعت وبالتالي ما من خيمة فوق رأس أي بلد لأن مجتمعاتنا بمعظمها تقوم على التعددية الطائفية وعندها سنكون أمام بحر من الدماء.
موقع سفير الشمال الإلكتروني