تعهّد الرئيس السوري أحمد الشرع بتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات بحق العلويين في الساحل السوري، لافتاً إلى أن 200 عنصر من عناصر الأمن العام قُتلوا خلال الاشتباكات مع فلول نظام الأسد، في أحداث الساحل.
تهديد الوحدة
وقال الشرع في مقابلة مع وكالة "رويترز"، إن عمليات القتل لأفراد من الطائفة العلوية في الساحل السوري، تهدّد مهمته في توحيد البلاد، مؤكداً أنه سيعاقب المسؤولين عن ذلك، حتى لو كانوا من حلفائه وأقرب الناس إليه.
وأضاف في أول مقابلة مع وكالة عالمية عقب أحداث الساحل، أن سوريا "هي دولة قانون، والقانون سيأخذه مجراه"، مؤكداً أنه من "غير المقبول أن تُسفك قطرة دم واحدة في غير وجه حق، وأن يذهب هذا الدم سدى من دون محاسبة أو معاقبة".
وشدد على أن المحاسبة ستطال أياً كان من المنتهكين، "حتى لو كان أقرب الناس إلينا وأبعد الناس إلينا. لا فرق في هذا الأمر. الاعتداء على حرمة الناس، الاعتداء على دمائهم أو أموالهم، هذا خط أحمر في سوريا. نحن بالأساس خرجنا في وجه هذا النظام وما وصلنا إلى دمشق إلا نصرة للناس المظلومين".
قوة أجنبية
وحمّل الشرع مسؤولية ما حصل في الساحل السوري، إلى قوات من الفرقة الرابعة وقوة أجنبية، "بهدف تأجيج الاضطرابات وإثارة الفتنة الطائفية"، لكنه أقر في الوقت نفسه، بأن "أطرافاً عديدة دخلت الساحل السوري وحدثت انتهاكات عدة".
وإذ أقر أن الانتهاكات كانت "فرصة للانتقام" من مظالم مكبوتة منذ سنوات، شدد على أن الوضع جرى احتواؤه إلى حد كبير منذ ذلك الحين.
ولم يحدد الشرع القوة الأجنبية، لكنه أشار إلى "أطراف خسرت بسبب الواقع الجديد في سوريا"، في إشارة واضحة إلى إيران، الحليف القديم للرئيس المخلوع بشار الأسد.
وكشف عن مقتل 200 من أفراد قوات الأمن خلال الاضطرابات، لكنه رفض الإفصاح عن إجمالي عدد القتلى في انتظار التحقيق الذي ستجريه اللجنة المستقلة التي أصدر قراراً بتشكيلها، أمس الأحد.
العلاقات مع واشنطن
وعن العلاقات مع الولايات المتحدة، قال الشرع إن حكومته لم تجرِ أي اتصالات مع الولايات المتحدة منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه، وطالب واشنطن برفع العقوبات التي فرضتها على دمشق إبان عهد نظام الأسد. وقال إن الأمن والازدهار الاقتصادي مرتبطان بشكل مباشر برفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا منذ عهد الأسد.
كما لفت الشرع، إلى أن هناك احتمالية لاستعادة العلاقات مع موسكو التي دعمت الأسد طوال الحرب، والتي تحاول الاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين مهمتين في سوريا. فيما رفض تأكيد ما إذا كان قد طلب من موسكو تسليم الأسد.
وأعرب الرئيس السوري عن رفضه الانتقادات الإسرائيلية ضده، مشيراً إلى أنه يسعى إلى حل الخلافات مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بما في ذلك من خلال الاجتماع مع قائدها مظلوم عبدي.
يضيق صدري من القصر
وأقر الشرع بأن أعمال العنف الأخيرة قد تعرقل جهوده في توحيد سوريا، قائلاً: "هذا سيؤثر على المسار، لكننا سنصحح الوضع بقدر ما نستطيع".
وقال: "بصراحة، يضيق صدري في هذا القصر. أنا مذهول من كمية الشر التي انطلقت من كل زاوية فيه ضد المجتمع".
ورفض الشرع الإجابة عما إذا كان مقاتلون جهاديون أجانب وفصائل إسلامية متحالفة أخرى أو قواته الأمنية نفسها من المتورطين في عمليات القتل الجماعي، مؤكداً أن هذه المسائل هي قيد التحقيق.