وصفت إيران الاتهامات ضدها بالتدخل في أحداث الساحل السوري، بـ"السخيفة والمرفوضة"، مضيفةَ أنها تولي أهمية كبيرة للعلاقات مع تركيا، لكنها ترفض "التوجهات التي تهدف إلى الإسقاط في ما يتعلق بسوريا".
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، وذلك في وقت توجه اتهامات لطهران بدعم فلول نظام الأسد المخلوع في الساحل السوري ضد الإدارة الجديدة، وسط توتر بالعلاقات بين أنقرة وطهران، تتعلق بسوريا.
اتهامات "مرفوضة"
وقال بقائي خلال المؤتمر، إن "احداثاً غير سارة" وقعت في الساحل الغربي لسوريا، وهي "مأساوية للغاية"، مؤكداً أن إيران "تدين بشدة هذه الأفعال، ولا يوجد أي مبرر لأي عمل من أعمال العنف والقتل ضد المدنيين". وأضاف أنه "اختبار مهم وحقيقي للغاية للحكام السوريين للقيام بواجبهم وهو حماية أرواح وممتلكات كل السوريين".
ولفت إلى أن طهران عبّرت عن مخاوفها "عبر الوسائل المناسبة، للدول التي لها نفوذ وحضور داخل سوريا"، معرباً عن أمله في أن تتوقف "عمليات القتل ضد مختلف شرائح الشعب السوري"، محذراً من أن هذه المواجهات قد "تزيد من تعقيد الوضع الأمني في سوريا".
ووصف الاتهامات الموجهة لإيران بشأن تطورات الساحل في سوريا، بأنها "سخيفة ومرفوضة"، قائلاً: "توجيه أصابع الاتهام لإيران بشكل خاطئ وهذه الاتهامات لن تساعد في حل القضية السورية. والمهم هو أن يتوقف قتل الأبرياء في سوريا في أقرب وقت ممكن".
التوتر مع تركيا
وفيما يتعلق بالتوترات مع تركيا بسبب سوريا، قال إن إيران تولي أهمية كبيرة للعلاقات بين البلدين. وأضاف "نحن لا نقبل التوجهات التي تهدف إلى الإسقاط فيما يتعلق بسوريا. يجب على كافة الدول التي لها تأثير ما في التطورات في سوريا أن تقوم بواجباتها".
وعن سبب عدم دعوة إيران لاجتماع دول جوار سوريا في الأردن، قال بقائي: "نحن على علم باجتماع تشارك فيه دول جوار سوريا.. إن كل الأطراف التي ترى نفسها ذات دور في التطورات في سوريا، تتحمل مسؤولية مباشرة، ونأمل أن تكون على دراية بعواقب أفعالها وردود أفعالها في سوريا".
دعم التمرد بالساحل
ويعتقد المحلل السياسي فراس علاوي أن لا دولة تريد أن تكشف عن انخراطها بأحداث الساحل السوري، وأن التدخل بدعم الفلول لم يكن بحجم ما يشاع عنه، "مثل وجود غرف استخباراتية وما شابه ذلك". ويرجح أن إيران "لم تتدخل مباشرة بدعم فلول نظام الأسد، باستثناء بعد التنسيق عن طريق حزب الله".
ويرى علاوي في حديث لـ"المدن"، أن "النفي الإيراني يعود إلى وضع إيران السيء مقارنة بما كان حال طهران عليه في السابق، إبان دعمها لنظام الأسد"، مؤكداً أنها "ليس بوارد أو لديها القدرة على دعم أي تمرد في الوقت الحالي، لأنها تعرف بأنه التمرد لن يعيد انتاج نظام الأسد".
ويضيف أن إيران "لا تريد أن يؤخذ عليها أنها تريد تأجيج الوضع في المنطقة، عبر دعم التمرد ضد الإدارة السورية الجديدة، واتخاذه كذريعة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ضدها، وبالتالي سينقلب ضدها، لاسيما أنها تعرف أن دعم معركة التمرد، ستكون خاسرة".
وعليه، يرجح علاوي أن دعم فلول نظام الأسد ضد الإدارة السورية كان "روسي أكثر ما هو إيراني"، و"لم يكن مباشراً".