أثار مقطع فيديو نشره "فريق عبق التطوعي" الناشط في الشمال السوري، ويظهر توزيع التمر على الصائمين في رمضان مع عبارات تدعو لقتل السوريين من الطائفة العلوية، غضباً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي.
وظهر أشخاص وهم يوزعون التمر على الصائمين في ريف حلب، ضمن مبادرة مستمرة منذ بداية الشهر الجاري، لكن مع عبارات مثل "من حق العلوي أن يعيش في قبره بسلام"، توازياً مع انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان في مناطق الساحل السوري، أسفرت عن مقتل مدنيين.وقالت منصة "تأكد" للتحقق من المعلومات: "رداً على الاستفسارات التي وردتنا حول صحة مقطع الفيديو المتداول حديثاً، والذي يظهر أشخاصاً يطلقون على أنفسهم اسم فريق عبق التطوعي أثناء تنفيذ حملة إفطار صائم مصحوبة بعبارات طائفية وتحريضية، نؤكد أن الفيديو صحيح وقد نُشر عبر صفحة الفريق قبل أن يُحذف مؤخراً".وأوضحت المنصة أن حقوقيين سوريين أعلنوا تقديم شكاوى رسمية لدى السلطات السورية المعنية ضد الفريق الذي ينشط في ريف حلب، بهدف اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة خطاب الكراهية والتحريض على العنف، لما لذلك من تأثير خطير على السلم الأهلي والتعايش المشترك.وتم تأسيس الفريق المذكور أواخرالعام 2023 في مدينة الباب بريف حلب، ويقوم الفريق بنشاطات دعوية دينية، وقدم اعتذاراً عن الفيديو في وقت لاحق جاء فيه: "نود أن نوضح أن المنشور الذي قمنا بنشره سابقاً لم يكن المقصود منه بأي شكل من الأشكال الإساءة إلى أي طائفة أو فئة من المجتمع. كان القصد من العبارة الإشارة إلى المجرمين الذين ارتكبوا الجرائم بحق الأبرياء، وليس أي فئة دينية أو طائفية".وأكمل البيان: "نحن في فريق عبق نؤمن بقيم التسامح والتعايش، ونرفض أي خطاب قد يُساء فهمه على أنه تفرقة أو تحريض. وإذا كان المنشور قد تسبب في أي سوء فهم أو أذى لأي شخص، فإننا نتقدم بالاعتذار الصادق".وتم حذف الاعتذار السابق بعد موجة التعليقات التي رأته إشكالياً لكونه يتنصل من خطاب الكراهية والتحريض وينفي حدوثهما لا أكثر، وتم نشر اعتذار آخر جاء فيه: " صدر على حسابنا فيديو مصور ضمن حملة إفطار صائم وكانت بعض البطاقات تحمل عبارات كراهية وعداء لإخواننا شركاء الوطن أبناء الطائفة العلوية" وأكمل: "نقر هذا الخطأ ونعترف بوجوده ونتحمل كامل مسؤولياتنا تجاه هذا التصرف".وانتشرت عشرات مقاطع الفيديو التحريضية ضد فئات في المجتمع السوري، من أكراد ودروز وعلويين، وغيرهم، حتى من قبل سوريين يعيشون في دول أوروبية، فيما قال ناشطون حقوقيون أنهم سيقومون برفع دعاوى قضائية وشكاوى رسمية ضد المحرضين ضمن تلك الدول، بما في ذلك شخص يقيم في ألمانيا ظهر في مقطع فيديو تحريضي يدعو فيه لقتل العلويين تحديداً مستشهداً بأقوال للشيخ "ابن تيمية" أحد مراجع الإسلام الجهادي.ووصل الفيديو إلى نواب حزب "البديل" اليميني المتطرف في البرلمان الألماني، الذين هددوا بترحيل صاحبه وغيره من اللاجئين السوريين، ما دفع صاحب الفيديو لتقديم 4 فيديوهات لاحقاً للاعتذار خوفاً من إعادته إلى سوريا!وبات التحريض الطائفي في سوريا مشكلة حقيقية، بعد الأحداث التي شهدها الساحل السوري إثر مقتل مجموعة من عناصر الأمن العام في كمين لفلول نظام الأسد، ما أدى لحملة تمشيط ترافقتها انتهاكات واسعة النطاق بحسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".وتعهدت الحكومة السورية بإجراء تحقيق مستقل في الموضوع ومحاسبة مقترفي الانتهاكات على الجرائم التي قاموا بها، في تحد جديد يضاف للائحة طويلة من التحديات السياسة والاقتصادية والأمنية التي تواجهها دمشق بعد التخلص من نظام الأسد الدكتاتوري أواخر العام الماضي.