قبيل محادثات واشنطن-كييف... زيلينسكي إلى السعودية
2025-03-10 14:25:43
يتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى السعودية، اليوم الإثنين، في زيارة تأتي قبل محادثات مرتقبة، الثلاثاء، بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين، وسط تطورات متسارعة في سياسة واشنطن تجاه الحرب الروسية-الأوكرانية.
ومن المتوقع أن تركز المباحثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا على اتفاقية المعادن بين البلدين، إضافة إلى سبل إنهاء الحرب، في أول اجتماع رسمي منذ اللقاء الأخير بين زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، والذي شهد مناوشات كلامية بين الطرفين.
وتأتي هذه المحادثات في ظل تغيّر لافت في سياسة واشنطن تجاه الحرب، حيث انتقلت من دعم أوكرانيا عسكريًا إلى الانخراط في محادثات مباشرة مع موسكو، مع تقليص المساعدات العسكرية لكييف، في محاولة لدفع الطرفين نحو حل سياسي ينهي الصراع المستمر منذ أكثر من عامين.
ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي بولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، في ظل أدوار وساطة متعددة لعبتها المملكة منذ اندلاع الحرب، شملت التوسط في عمليات تبادل أسرى واستضافة محادثات بين موسكو وواشنطن، كان آخرها الشهر الماضي.
وأعلن زيلينسكي في منشور على حسابه عبر منصة "إكس" أنه لن يحضر المحادثات مع المسؤولين الأميركيين، موضحًا أن الوفد الأوكراني سيضم رئيس مكتبه، ووزيري الخارجية والدفاع، إلى جانب مسؤول عسكري كبير من مؤسسة الرئاسة.
وقال زيلينسكي: "نحن ملتزمون تماما بالحوار البناء، ونأمل في مناقشة القرارات والخطوات اللازمة والاتفاق عليها"، مشيرًا إلى أن "هناك مقترحات واقعية مطروحة، والمهم هو التحرك بسرعة وفعالية".
وأكد أن "أوكرانيا تبحث عن السلام منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب"، متهمًا روسيا بأنها "السبب الوحيد لاستمرار الحرب".
في المقابل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، إنه يتوقع "نتائج جيدة" من المحادثات المرتقبة، مؤكدًا أن واشنطن "أنهت تقريبًا تعليق تبادل معلومات المخابرات مع كييف".
من جهته، أوضح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يعمل على ترتيب المباحثات، أن الهدف الأساسي هو "التوصل إلى إطار عمل لاتفاقية سلام، إلى جانب وقف مبدئي لإطلاق النار".
ويدعو زيلينسكي إلى هدنة جوية وبحرية مؤقتة، تشمل تبادلًا للأسرى، كاختبار لمدى التزام روسيا بإنهاء الحرب، لكن موسكو ترفض هذه الفكرة، معتبرة أنها مجرد محاولة لكسب الوقت لصالح كييف ومنع انهيارها العسكري، وهو الموقف ذاته الذي تعبر عنه باريس ولندن في مساعيها الدبلوماسية.
في سياق آخر، أكد زيلينسكي أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع اتفاقية المعادن مع الولايات المتحدة، والتي تتضمن إنشاء صندوق مشترك من عائدات بيع المعادن الأوكرانية، وهو ما تعتبره واشنطن ضروريًا لضمان استمرار الدعم لكييف.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه كييف تراجعًا في ساحة المعركة، وسط ضغوط متزايدة للانسحاب من منطقة كورسك الروسية، حيث تحاصر القوات الروسية الوحدات الأوكرانية التي اجتاحت المنطقة خلال الصيف الماضي، وفق تقارير استخباراتية نقلتها وكالة "فرانس برس".
على الأرض، تواصل موسكو تحقيق مكاسب ميدانية، حيث تسيطر على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية، بما فيها شبه جزيرة القرم، وتكثّف هجماتها الجوية على المدن الأوكرانية.
وبحسب زيلينسكي، فقد أطلقت روسيا خلال الأسبوع الماضي فقط:1200 قنبلة موجهة، 870 طائرة مسيرة هجومية، وأكثر من 80 صاروخًا.
وتركز موسكو عملياتها العسكرية على منطقة دونيتسك في الشرق، حيث تعزز قواتها التقدم البري، مدعومةً بتكثيف الضربات الجوية، ما يزيد الضغط على الجيش الأوكراني الذي يواجه تحديات في إعادة التموضع.
وكالات