كثرت الاحاديث والتوقعات عن ضربة مرتقبة لإيران وخاصةً بعد التهديدات الأمريكية التي اعتبرها البعض جدّية مستندين على السقوف العالية الترمبية
ولكن لنعود الى عام 2008 وما بعده وتجربة إيران مع الولايات المتحدة و نبني على الشيء مقتضاه ...
بعد الإعتداء الامريكي على مفاعل دير الزور في سوريا في 6 سبتمبر عام 2007 بمشاركة إسرائيلية تم تدمير الموقع السوري النووي
ظن الامريكي بأنه في هذه العملية الإستباقية قادر على ضرب المواقع النووية الإيرانية فأرسل طائرتان حربيتان من نوع f18 فجر الاحد 6 يناير عام 2008 إخترقتا الاجواء الإيرانية فوق الخليج الفارسي بعدها تعلن أمريكا عن إصطدام الطائرتان ببعضها وسقوطهما في حادثة غامضة
وفي نفس اليوم بعد الظهر تحديداً حادثة بحرية مع البوارج الأمريكية التي خرقت المياه الإقليمية الإيرانية تصدت لها زوارق ايرانية واجبرتها على التراجع
يصرح وزير خارجية ايران الدكتور منوشهر متكي انذاك ما حصل في الخليج الفارسي كسر هيبة أمريكا
يليه تصريح للناطق بإسم البيت الابيض ما حصل في الخليج الفارسي أمر خطير للغاية ولا يجب ان يتكرر
وتم إغلاق القضية ولم يعد احد يتحدث عنها ...
فإذا ما أخذنا تصريح وزير الخارجية الإيراني وتصريح الناطق بإسم البيت الأبيض نستنتج بأن الطائرتان أوسقطتا بضربة إيرانية وليس حادث غامض ..
في 4 ديسمبر 2011، أعلن الجيش الإيراني إنزال طائرة آر كيو-170 الأمريكية، التي تجاوزت الحدود الإيرانية. وتقول طهران بانها اُنزلت باستخدام وسائل الحرب الالكترونية فيما أعلن البنتاغون بأنّ الطائرة تعطلت ثم تحطمت بعد إسقاطها.
في عام 2019 عاد الأمريكي وإخترق الاجواء الإيرانية ولكن هذه المرة عبر طائرتان إحداهما غرفة عمليات متنقله والاخره طائرة تجسس تعمل لصالح البحرية الأمريكية والمعروفة باسم "النسر العالمي للارتفاعات العالية والبعيدة المدى" مجهزة بأحدث أجهزة التجسس والمراقبة.
دخلت القوات الإيرانية وانذرت الطائرتان
لم يستجيبوا لهم ظانين بأنهم فوق القدرات الصاروخية الإيرانية ولن تستطيع ايران بإسقاطهما لكن المفاجئ كانت *أكدت الولايات المتحدة إسقاط إيران لطائرة تجسس أمريكية بلا طيار*
الطائرة التي تبلغ قيمتها أكثر من 120 مليون دولار هي أغلى من أي طائرة مقاتلة أمريكية، وهي الأكثر تطوراً في ترسانة الجيش الامريكي،المخصصة لمراقبة المحيطات والسواحل كان أقرب إلى المستحيل إسقاطها كونها تحلق على ارتفاع شاهق يبلغ 65 ألف قدم لا بد أن نجاح إيران في إسقاطها كان محرج جداً للولايات المتحدة لتنسحب الطائرة الثانية وتعود ادراجها ...
بعد إغتيال الحاج قاسم سليماني ردت إيران بضرب قاعدة عين الأسد وقاعدة في اربيل واسفرت عن سقوط اكثر من 130 ضابط وجندي امريكي بين قتيل وجريح .. رد ترامب قائلا كانت ضربات خفيفة لا ترقى للرد على ايران ....
إذاً كان لدى امريكا منذ عام 2008 الكثير من الحجج التي تمنحها الدخول في حرب مباشرة مع إيران وكانت في كل مرة تنسحب وتتراجع لانها تعلم جيداً بأنها ليست على إستعداد تام للدخول بحرب وجهاً لوجه مع الجمهورية لما ستؤول له المنطقة والتداعيات التي ستترتب على قواعدها ووجودها في الشرق الاوسط وغيره .... فهذا العواء الترمبي والصراخ لن ينهي له مغصه ولن يجدي نفعاً..
الباحث والمحلل السياسي جواد سلهب