بعد سقوط مئات الضحايا... مطالبات بوقف الانتهاكات في سوريا!
2025-03-09 18:26:57
دخلت سوريا خلال الأيام الماضية في دوامة التوتر الأمني التي بدأت باشتباكات واجهت فيها الإدارة الجديدة فلول نظام الرئيس السابق بشار الأسد، ولم تنتهِ حتى اللحظة، مع تسجيل عشرات الانتهاكات والجرائم بحق أبناء منطقة الساحل ذات الغالبية العلوية.
الأوضاع المعقدة في الساحل السوري جمعت بين حق الإدارة الجديدة في فرض الأمن والاستقرار ضد أي محاولات من النظام السابق لزعزعته، وبين جرائم ارتُكبت بحق المدنيين العزّل، تحمل في طياتها، وفق مراقبين، مخاوف من انحدار الوضع باتجاه صراع أهلي وطائفي.
ومع توثيق مقتل حوالي 745 مدنيًا علويًا حتى الآن، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، تعلو الأصوات المطالبة بوقف الانتهاكات، وأبرزها صادرة عن شخصيات كانت جزءًا أساسيًا من الثورة السورية بعد عام 2011.
ياسين الحاج صالح، كاتب وناقد وباحث ومترجم سوري معارض لنظام الأسد وسجين سياسي سابق، عبّر في منشور على حسابه عبر منصة "إكس" عن إدانته لما يحصل في الساحل السوري.
وقال صالح: "ندين الجرائم المرتكبة على يد حاكمي اليوم لأنها جرائم، وليس لأن مرتكبيها إسلاميون. وهذا مثلما أدنّا جرائم الحكم الأسدي بالأمس لأنها جرائم، وليس لأن مرتكبيها هم من هم".
وأضاف: "جريمة شاغلي المواقع العامة هي جريمة عامة، أي بحقنا جميعًا، وليست مجرد جرائم بحق الضحايا المباشرين".
من جانبها، كتبت المعارضة سمر يزبك في منشور لها: "واحدة من الأشياء التي تجعلني أشعر بالعار، أهلي تحملوا نتيجة مواقفي السياسية، ووقفوا بجانبي بكل شجاعة وكرامة، هم الآن محاصرون ومصيرهم مجهول".
وتابعت: "أنا وغيري من المعارضين الذين انتموا بالولادة إلى الطائفة العلوية، نشعر بذنب كبير تجاه أهلنا. الآن أفكر في السلامة لكل السوريين، كلهم على اختلاف انتماءاتهم، عاشت ثورتنا الموؤودة! والموت والقصاص للسفاح الأسد".
بدورها، ذكرت المعارضة لنظام الأسد ريما فليحان: "نداء إلى كل السوريين والسوريات الذين يحبون سوريا، اليوم يجب أن نتضامن جميعًا لوقف القتل، اليوم يجب أن نكون جميعًا ضد المؤامرات التي تريد زيادة الشرخ في بلدنا بين السوريين وتريد تقطيع أوصال البلاد، وأن نكون جميعًا ضد استهداف المدنيين".
وأعلنت المعارضة العلوية المعروفة لنظام الأسد والمدافعة عن حقوق الإنسان، هنادي زحلوط، مقتل إخوتها الثلاثة خلال الأحداث الدامية التي شهدتها بلدات الساحل السوري يوم الجمعة.
وقالت زحلوط في منشور على صفحتها في "إكس" إن إخوتها الثلاثة، أحمد وعبد المحسن وعلي، قتلوا يوم الجمعة مع "عشرات من رجال القرية الذين اقتيدوا من بيوتهم وتم إعدامهم ميدانيًا".
وأشارت زحلوط، التي تقيم حاليًا في فرنسا، إلى الدور الذي لعبته خلال سنوات الثورة السورية في المطالبة بحقوق الأبرياء الذين قتلوا، أيًّا كانت طائفتهم ومهما كان القاتل.
وتابعت: "نعم لمحاسبة المتورطين بدماء السوريين، لا لاستهداف المدنيين، لا نريد إعادة المقتلة، نحن اليوم أمام اختبار حقيقي. الرحمة للضحايا من المدنيين ومن الأمن العام، والعار لكل القتلة".
وكالات