أعلنت الكاتبة والناشطة الحقوقية المعارضة لنظام الأسد، هنادي زحلوط، المعروفة بلقب "بنت الثورة"، عن مقتل إخوتها الثلاثة، أحمد وعبد المحسن وعلي زحلوط، إلى جانب عدد من الرجال الآخرين في قرية "صنوبر" في ريف اللاذقية، وذلك بعد أن تم اقتيادهم من منازلهم وإعدامهم ميدانياً.
وطالبت زحلوط في رسالة مؤثرة بحماية من تبقى من النساء والأطفال، والسماح لهم بدفن ذويهم، مشيرةً إلى أن الجثث لا تزال في العراء وسط مخاوف من حرقها من قبل الفصيل المسلح المسؤول عن المجزرة.
فصيل "العمشات"
وظهرت "بنت الثورة" في مقابلة على قناة "سوريا" استهلتها بتقديم التعزية بكل السوريين الذين "سقطوا بكمائن لفلول النظام"، كما عزت أهالي قريتها التي "قتل جميع الرجال فيها، بينهم ثلاثة من اخوتي". مؤكدةً أن جميع رجال القرية قتلوا، واتهمت بشكل مباشر فصيل "العمشات" بارتكاب المجزرة، مؤكدةً أن عناصره اقتحموا المنازل وكسروا الأبواب واستولوا على الهواتف ونهبوا الممتلكات.
وأضافت أن هذا الفصيل المسلح جاء إلى منطقة الساحل السوري بعد إعلان النفير العام، وارتكب انتهاكات جسيمة، مطالبة بفتح تحقيق فوري في الجرائم المرتكبة. كما وجهت رسالة إلى محافظ اللاذقية، محذّرة من استمرار عمليات القتل والنهب في القرى المجاورة، وسط حالة من الرعب الحقيقي يعيشها السكان.
بشار الأسد والأقليات
في حديثها، قالت زحلوط أن بشار الأسد الذي طالما كان يقول بأنه حامي الأقليات، لابد أنه سعيد الآن بعد هذه المجزرة، التي جاءت لتعزز روايته التي استخدمها طوال عقود لإخضاع العلويين وباقي الأقليات في سوريا، كما شددت على أن المحاسبة هي السبيل الوحيد لتحقيق حلم السوريين في بناء سوريا جديدة، مطالبة بمعاقبة جميع المسؤولين عن هذه الجرائم، سواء الفصائل المسلحة أو فلول النظام الذين قتلوا رجال الأمن.
ضمانة الأمن العام
وعلى الرغم من المأساة التي حلت بعائلتها، وجهت زحلوط شكرها لإدارة الأمن العام، التي رأت أنها تصرفت بمسؤولية مقارنة بالفصائل المسلحة. وأكدت على ضرورة بناء قوى الأمن الداخلي والأمن العام بشكل صحيح، لضمان حماية المدنيين واستعادة ثقة الناس بالدولة، خصوصاً في ظل استمرار التوتر في بعض المناطق.
وأشارت إلى أن عمليات النهب التي نفذتها الفصائل المسلحة زادت من مخاوف الأهالي، ودعت إلى اتخاذ خطوات جادة لوقف الانتهاكات وإعادة الاستقرار، قائلةً :"أتمنى أن تكون المجزرة التي حدثت في قرية صنوبر هي الأخيرة."وأشارت زحلوط أن هذه المجازر لم تستهدف العلويين فقط، بل طالت أيضًا أبناء طوائف أخرى، مشددةً على ضرورة إيقاف دوامة العنف، ودعت السوريين إلى وضع حد لهذه المذابح والعمل على تضميد جراح البلاد، مؤكدةً أن الحل يبدأ بمحاسبة القتلة، وحماية المدنيين، وإعادة بناء سوريا على أسس العدالة والكرامة.
الشرع
وألقى الرئيس السوري أحمد الشرع خطاباً دعا فيه إلى ضبط النفس، كما ظهر في خطبة بعد صلاة الفجر الأحد، في أحد مساجد المزة، مؤكداً أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.
ونشرت صفحة السلم الأهلي في حمص قائمة بأسماء الضحايا المدنيين الذين قُتلوا في اللاذقية وطرطوس وحمص، وأفادت بأن عددهم بلغ 717 شخصاً، بينما وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 568 مدنياً، وسط غياب أي أرقام رسمية حتى الآن.