"تشبه ما حدث في لبنان.. فتيل حرب أهلية يشتعل في سوريا"!
2025-03-09 15:25:50
تشهد مناطق الساحل السوري اضطرابات متزايدة، مما يثير مخاوف من تحولها إلى صراع مفتوح قد يعيد رسم المشهد السياسي والعسكري في البلاد. ومع تنامي هذه الاضطرابات، تطرح تساؤلات حول قدرة الإدارة السورية الجديدة على احتواء الأزمة الحالية، وهل ستكون البلاد على موعد مع فصل جديد من الفوضى أم أن هناك مجالاً للتهدئة؟
في هذا السياق، يرى الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، سمير التقي، أن إيران تتعامل مع النزاعات الداخلية في سوريا كفرصة لتعزيز نفوذها الإقليمي، مشيرًا إلى أن "كلما تعمقت الصراعات الداخلية في سوريا، ازدادت قدرة طهران على فرض أجندتها، مستفيدة من الانقسامات الداخلية لإطالة أمد سيطرتها عبر وكلائها المحليين".
وأشارت التقارير الميدانية إلى تحركات ميدانية يقودها مقداد فتيحة، أحد الضباط السابقين في الجيش السوري، لتشكيل منظمات مسلحة جديدة تحت دعم مباشر من إيران وحزب الله، تحت مسمى "جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا". هذه التحركات تزيد المخاوف من أن تتحول سوريا إلى ساحة مواجهة بالوكالة بين القوى الإقليمية، مما يعمق الانقسامات في البلاد ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني.
ومن أكثر القضايا إثارة للقلق في الساحل السوري هو انتشار السلاح العشوائي بين مجموعات غير منضبطة، مما يزيد من احتمالية اندلاع مواجهات عنيفة غير محسوبة العواقب.
كما أوضح التقي أن "توزيع السلاح على شباب بلا انضباط عسكري ولا هيكلية تنظيمية واضحة يفتح الباب أمام سيناريوهات كارثية، تشبه ما حدث في العراق ولبنان".
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مؤخرًا "مجازر" مروعة خلال الأيام الأخيرة راح ضحيتها أكثر من 530 مدنيًا، معظمهم من أبناء الطائفة العلوية، مما يعيد إلى الأذهان فصولًا دامية من الحرب الأهلية السورية. هذه "المجازر" تثير التساؤلات حول ما إذا كانت ستتحول إلى وقود يشعل فتيل حرب أهلية جديدة، أم أن هناك نافذة أمل للحل.
في خضم هذا الوضع، يظهر اسم فاروق الشرع، الذي لطالما دافع عن ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، محذرًا من تداعيات استمرار النهج الأمني والعسكري. ورغم أن الشرع يُعتبر أحد الشخصيات القادرة على لعب دور في تهدئة الأوضاع، يبقى التساؤل هل لا يزال يمتلك النفوذ الكافي للتأثير في مراكز القرار؟
ورأى التقي أن الحل في سوريا لا يمكن أن يكون عسكريًا، مؤكداً أن "لا استقرار في سوريا دون توافق سياسي حقيقي"، مشيرًا إلى أن "الفرضيات العسكرية أثبتت فشلها، والمصالحة الوطنية تبقى السبيل الوحيد لتجنب السيناريوهات الأسوأ".
وكالات