شددت حماس على ضرورة الالتزام بكل بنود اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى، داعيةً للذهاب فوراً لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، مجددةً من جانب آخر، موافقتها على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة.
جاء ذلك، فيما أعلنت إسرائيل أنها سترسل وفداً لإجراء مباحثات جديدة، يوم غد الإثنين، في الدوحة.
مفاوضات المرحلة الثانية
وقالت حماس، في بيان صدر عنها فجر اليوم الأحد، إن وفدها شدد على "ضرورة الالتزام بكل بنود الاتفاق، والذهاب الفوري لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، وفتح المعابر، وإعادة دخول المواد الإغاثية للقطاع من دون قيد أو شرط".
وأوضحت الحركة أن وفدها بقيادة "رئيس المجلس القيادي للحركة في القاهرة محمد درويش، التقى مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، حيث جرى بحث العديد من القضايا المهمة بروح إيجابية ومسؤولية، خصوصاً مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في مراحله المختلفة".
وعبر وفد قيادة الحركة عن "شكره وتقديره للجهود المصرية في الفترة السابقة خصوصاً في مواجهة مخططات التهجير، وتقديره لمخرجات القمة العربية وخصوصاً خطة إعادة إعمار قطاع غزة، والتأكيد على الحقوق الثابتة لشعبنا الفلسطيني".
لجنة الاسناد
واكد الوفد "موافقة الحركة على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة إلى حين استكمال ترتيب البيت الفلسطيني وإجراء الانتخابات العامة في كل مستوياتها الوطنية والرئاسية والتشريعية".
وكان المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع أكد في بيان، مساء أمس السبت، أن "المؤشرات إيجابية بشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية"، فيما نفت حماس، عبر تصريحات صدرت عن القيادي في الحركة محمود مرداوي، "ما يجرى تداوله حول انفتاحها على هدنة مؤقتة".
وأضاف أن "جهود الوسطاء المصريين والقطريين مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار" الذي بدأ تنفيذه في 19 كانون الثاني/ يناير وانتهت مرحلته الأولى في الأول من آذار/مارس. لكنه شدد على "ضرورة إلزام الوسطاء لإسرائيل بتنفيذ الاتفاق".
وفد إسرائيلي إلى الدوحة
من جهتها، قالت إسرائيل إنها سترسل وفداً الاثنين إلى قطر، إحدى الدول الوسيطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة، "بهدف دفع المفاوضات قدماً".
وقال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في بيان، إن الوفد سيتوجه الى الدوحة تلبية "لدعوة من الوسطاء وبدعم من الولايات المتحدة" لمحاولة تجاوز الخلافات حول المرحلة التالية التي يفترض أن تؤدي إلى وضع حد نهائي للحرب.
ويعقد الكابينت، بعد ظهر اليوم الأحد، "اجتماعاً مقرراً مسبقاً لبحث تفويض الوفد الذي سيتوجه غدًا إلى الدوحة".
ونقلت القناة (13) الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع، صباح اليوم الأحد، أن "هناك إصراراً أميركياً على التوصل إلى اتفاق، لكن حتى الآن لم يتحقق تقدم ملموس بين الأطراف".
وستتزامن زيارة الوفد الإسرائيلي مع تواجد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في المنطقة.
محادثات حماس وواشنطن
وأشارت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11"، صباح اليوم الأحد، إلى "تحقيق تقدم ما في المحادثات المباشرة التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة حماس بشأن استمرار صفقة الرهائن"، في إشارة إلى محادثات أجراها مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لشؤون الأسرى، آدم بوهلر، مع القيادي في حماس، خليل الحية، في الدوحة.
ومع انقضاء المرحلة الأولى من الاتفاق الأسبوع الماضي، أعلنت إسرائيل رغبتها في تمديدها حتى منتصف نيسان/ أبريل المقبل، بناء على مقترح أميركي، فيما تنصّلت من المرحلة الثانية من الاتفاق.
ويقوم الطرح، بحسب إسرائيل، على إطلاق سراح "نصف الرهائن، الأحياء والأموات" في اليوم الأول من دخول التمديد حيز التنفيذ، ويتم إطلاق سراح بقية الأسرى (الأحياء أو الأموات)، في حال التوصل لاتفاق دائم بشأن وقف النار.
وتشترط إسرائيل "نزع السلاح بشكل كامل" من القطاع وخروج حماس من غزة وعودة ما بقي من رهائن قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية. لكن حماس رفضت التمديد وكذلك الخروج من القطاع.
شهيد بخروقات الاحتلال
في غضون ذلك، واصلت قوات الاحتلال خرق اتفاق غزة، وأطلقت آلياتها النار بشكّل مكثّف في خانيونس، فيما أطلقت طائرة مسيرة للاحتلال النار شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
واسفرت الخروقات عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، صباح اليوم الأحد، جراء قصف إسرائيلي استهدف حي الشجاعية شمالي قطاع غزة.
على صعيد موازٍ، لا تزال المعاناة تلاحق أهالي غزة، في ظل مواصلة الاحتلال تشديد الخناق على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
من جهتها، أفادت مصادر في فلسطينية، صباح اليوم الأحد، بأن الدفعة 37 من الجرحى والمرضى الفلسطينيين غادرت قطاع غزة عبر معبر رفح، لتلقي العلاج في الخارج.