شكّلت مطالبة وزير حرب الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لرئيس الأركان إيال زامير بتوبيخ رئيس الاستخبارات العسكرية شلومي بايندر، بسبب تحذيراته المتعلقة بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تكرارًا للتجاهل السياسي لتحذيرات المؤسسة العسكرية في الأشهر التي سبقت هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023.
وقالت بيرنيت غورين، الكاتبة في موقع "زمن إسرائيل"، أن الجيش الإسرائيلي عقد مؤخرًا سلسلة من المناقشات لبحث تبعات خطة ترامب، حيث حذر رئيس الاستخبارات العسكرية شلومي بايندر من أن الخطة قد تؤدي إلى تصعيد فوري في الضفة الغربية وإشعال النار في الشارع الفلسطيني، وهو ما كان متوقعًا. إلا أن المستوى السياسي، ممثلًا بوزير الحرب يسرائيل كاتس، سارع بمطالبة رئيس الأركان هآرتسي هاليفي بتوبيخ بايندر، بل أن وزير الأمن القومي المستقيل، إيتمار بن غفير، دعا كاتس لفصل بايندر فورًا من الجيش.
وأضافت غورين في مقالها، أن بايندر لم يكن يحذر من خطة ترامب نفسها، بل كان يحذر من عواقب تنفيذ الخطة على الشارع الفلسطيني في الوقت الراهن.
وأوضحت أن التقييم السائد في الجيش الإسرائيلي كان يرى أن الخطة قابلة للتنفيذ، لكن بايندر كان يحذر من العواقب الأمنية، ورأت أن طلب كاتس من هاليفي توبيخ بايندر ليس له معنى، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يستعد للترويج لخطة الهجرة الطوعية لسكان غزة الذين يرغبون في المغادرة إلى أماكن أخرى في العالم.
وأشارت غورين إلى أن بايندر لم يتحدث ضد خطة ترامب، بل كان ينقل رسالة مفادها أن الخطة قد تؤدي إلى تصعيد الوضع الأمني، وهو ما يعد جزءًا من مهمته كمسؤول استخباراتي. ولو لم يفعل ذلك، كان من المحتمل أن يتم فصله من عمله.
كما أضافت أن بايندر لم يقم بمقابلات مع وسائل الإعلام، ومن المشكوك فيه ما إذا كان قد تسرب أي معلومات لوسائل الإعلام، مما يثير التساؤلات حول سبب طلب كاتس توبيخه.
وأكدت غورين أن ما فعله كاتس يعد امتدادًا للنهج الذي تبناه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تجاهل تحذيرات الاستخبارات بشأن الخطر الذي كانت تواجهه الدولة قبل هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023.
كما أضافت أنه في الأيام والساعات التي سبقت الهجوم، لم يلتقِ نتنياهو مع ضباط الاستخبارات، حتى عندما ذهبوا إلى الكنيست لإطلاع الوزراء على الوضع الأمني، وقالت: "هذه هي حكومة النعام التي تدفن رأسها في الرمال".
وأوضحت غورين أن هذه الحكومة نفسها هي التي ترفع الآن شعارًا ضد تسريب الوثائق السرية على الرغم من أن المسؤولين felt الحاجة للوصول إلى المستوى السياسي. وفي الوقت الذي يسعى فيه كاتس لتوبيخ بايندر، كان رئيسه، نتنياهو، يكرر السؤال عن سبب عدم اتصال الاستخبارات به قبل الهجوم، قائلاً أكثر من مرة إنه لو تم إيقاظه، لكان من الممكن تجنب الهجوم بالكامل.