جنبلاط والحديث عن انفصال درزي: مغالطات أم حقائق؟
2025-03-08 22:55:45
كتب الصحافي والمحلل السياسي جواد الصايغ مقالًا في موقع "إيلاف"، حيث تناول التطورات الأخيرة في مدينة جرمانا بريف دمشق، وما جرى في محافظة السويداء في الجنوب السوري بعد الاشتباكات المحدودة بين فصائل محلية في المدينة وجهاز الأمن العام التابع للسلطات السورية. ورغم أن مثل هذه الاشتباكات أصبحت تُعتبر أخبارًا روتينية في سوريا بعد سقوط النظام، إلا أن الحدث في جرمانا حظي بتغطية إعلامية مكثفة، ولا سيما بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول استعداد الجيش الإسرائيلي للدفاع عن المدينة.وربط الصايغ الحادثة بشكل خاص بما اعتبره البعض تطورًا مثيرًا، حيث بدأ الحديث عن إمكانية انفصال درزي في السويداء وجرمانا، مع السعي لإقامة دولة درزية مدعومة من إسرائيل. هذا الطرح ربطته وسائل الإعلام الإسرائيلية بتصريحات نتنياهو، في إطار تنفيذ مشروع إسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، مما أثار الكثير من الجدل في الإعلام العربي والدولي. ولتعزيز هذا التصور، تم تداول أسماء شخصيات بارزة من الطائفة الدرزية في سوريا وإسرائيل، مثل الشيخين حكمت الهجري وموفق طريف، كحجر زاوية في هذا المشروع المزعوم.وفي سياق آخر، ناقش تصريحات النائب السابق وليد جنبلاط، التي اتهم فيها دروز إسرائيل بالتعاون مع الصهيونية لقمع الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، قائلاً إنهم يسعون للانقضاض على جبل العرب. لكن رأى أن هذه التصريحات كانت مليئة بالمغالطات، مشيرًا إلى أن تصوير دروز إسرائيل كحجر الأساس في الجيش الإسرائيلي، وإلقاء اللوم عليهم على ما يحدث في غزة والضفة الغربية، أمر غير دقيق وغير عادل. وفي الواقع، يشير الكاتب إلى أن الدروز في إسرائيل يلعبون دورًا تاريخيًا مختلفًا تمامًا، حيث استضافوا آلاف الفلسطينيين في بلداتهم وقراهم في مرحلة صعبة من تاريخ المنطقة، مما يعكس علاقة أخوية وطيدة بينهم وبين الفلسطينيين.أضاف الصايغ أيضًا أن العلاقة بين الدروز والفلسطينيين بعيدة عن التصورات السلبية التي يتم ترويجها. فقد دأب الدروز على دعم الشعب الفلسطيني وحمايته في مراحل صعبة من تاريخه. واستشهد في مقاله بمواقف القيادة الفلسطينية، ممثلة في رئيس السلطة محمود عباس، الذي أثنى على الدور الكبير الذي يقوم به رئيس الهيئة الروحية الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، في تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والدرزي.وفي ما يتعلق بمسألة "الدولة الدرزية المزعومة"، أكد أن تاريخ الدروز يشهد أنهم كانوا دائمًا ملتزمين بولائهم للدولة التي يتواجدون فيها، سواء كانت في لبنان أو سوريا أو الأردن أو إسرائيل أو أميركا. وقال إن الطائفة الدرزية لا تتبنى نهج الانفصال، مشيرًا إلى أن الشيخين طريف والهجري كانا قد أكدا في مواقف حديثة دعمهم الكامل لوحدة سوريا. وأوضح الشيخ طريف أن الدروز في إسرائيل يساندون الدولة السورية كدولة موحدة ويدعون إلى إشراك جميع السوريين في بناء الدولة الجديدة، من دون أي تهميش. وأضاف الشيخ الهجري أن مشروع الدروز هو مشروع سوري وطني يدعو إلى وحدة سوريا، وأن من يروج لغير ذلك لا يستحق النقاش.
وكالات