أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم السبت، أن إسرائيل وضعت خططًا حربية جديدة للضغط على حركة حماس، حيث قد تشمل هذه الخطط غزوًا واسعًا لقطاع غزة بهدف السيطرة على مناطق محددة واحتلالها. ويأتي ذلك في وقت يواجه فيه وقف إطلاق النار، الذي استمر لمدة سبعة أسابيع، تهديدات بالتعثر والانهيار.
وكشفت الصحيفة أن إسرائيل قد أعدت مسارًا تصعيديًا، يتضمن خطوات تدريجية لزيادة الضغط على حماس، وذلك في حال فشل المحادثات لتجديد وقف إطلاق النار، ما قد يؤدي إلى استئناف الأعمال العدائية في الحرب التي استمرت أكثر من 16 شهرًا في قطاع غزة. وأكدت الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة أن الغزو الإسرائيلي قد يتضمن قتالًا بريًا مكثفًا بهدف السيطرة على الأرض واحتلال بعض المناطق الاستراتيجية في القطاع.
وفي سياق التصعيد، نقلت الصحيفة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أنهما هددوا بالعودة إلى الحرب في قطاع غزة إذا لم تقم حماس بإطلاق سراح الرهائن المتبقين. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل قد تمضي قدما في خططها العسكرية لممارسة مزيد من الضغط على حماس في حال استمر المأزق.
وحول الجهود الدولية لوقف التصعيد، نقلت "وول ستريت جورنال" عن وسطاء قولهم إن حركة حماس تتمسك بموقفها، حيث تصر على إجراء محادثات لإنهاء الحرب وترفض مناقشة موضوع نزع السلاح. كما نقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق قوله إن إسرائيل تحتاج إلى ما لا يقل عن ستة أشهر لتتمكن من إخضاع حماس، معتبراً أنه لا يمكن القضاء على الحركة إلا من خلال احتلال قطاع غزة بشكل كامل.
وفي الأثناء، كانت إسرائيل قد عرضت تمديد وقف إطلاق النار في غزة لمدة شهر إضافي إذا استمرت حماس في إطلاق سراح الرهائن. لكن الرئيس الأميركي ترامب صرح في وقت لاحق بأن المفاوضات مع حماس تواصلت، رغم أن إسرائيل كانت تتنصل من بدء المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
في سياق متصل، قال ترامب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض يوم الخميس إنه "أجرى مناقشات مع حماس ويساعد إسرائيل". واعتبر المحللون أن هذه المناقشات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس تكشف عن الصعوبات التي تواجه المفاوضات بشأن تمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وتشير التقارير إلى أن وزارة الخارجية الأميركية كانت قد انتقدت الخطة المصرية بشأن غزة، معتبرة أنها "لا تلبي تطلعات الرئيس ترامب". ورغم ذلك، أشاد مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بالخطة المصرية دون أن يؤيد تفاصيل المشروع التي تتضمن سيطرة أميركية على قطاع غزة.
وفي وقت لاحق، أفادت وسائل إعلام أميركية أن المفاوضات السرية بين واشنطن وحماس أثارت قلقًا في إسرائيل. فقد نقلت وكالة "أكسيوس" عن مصادر إسرائيليّة قولها إن المفاوضات الأميركية مع حماس أدت إلى توتر في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة. حيث كان المسؤولون الإسرائيليون قد نصحوا واشنطن بعدم التفاوض مع حماس دون شروط مسبقة. ومع ذلك، اكتشف المسؤولون الإسرائيليون أن الولايات المتحدة مضت في هذه المحادثات دون التنسيق معهم.
وتنقل الوكالة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قوله إنه "تجنب انتقاد الرئيس ترامب علنًا" بشأن المفاوضات مع حماس، مؤكدًا أن إسرائيل قد أوضحت موقفها من هذه المفاوضات للولايات المتحدة.
خلفية: تعد هذه التطورات جزءًا من سلسلة من التصعيدات المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة. وعلى الرغم من المحاولات الدولية لتهدئة الأوضاع، فإن المفاوضات بين الأطراف المعنية تواجه تحديات كبيرة، مع استمرار الأزمة الإنسانية في غزة وتوتر العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن سبل إنهاء النزاع.