"هستيريا المواجهة"... كوريا الشمالية تلوّح بتحريك غواصاتها النووية
2025-03-08 09:25:41
شدد زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون، اليوم السبت، على أهمية تعزيز القوة البحرية لبلاده، خلال زيارة تفقدية لأحواض بناء السفن الكبرى، حيث تابع مشاريع بناء السفن البحرية والغواصات النووية، وفق ما أوردت وسائل الإعلام الرسمية في بيونغ يانغ.
وأكد كيم خلال الزيارة أن تعزيز القدرات البحرية، بما يشمل تسليحها النووي، يعد "ضرورة استراتيجية" لحماية سيادة كوريا الشمالية، مشيرًا إلى أن موقع البلاد المحاط بالبحار من الشرق والغرب يجعل من تطوير أسطول بحري قوي أمرًا لا بد منه، بحسب ما نقله التلفزيون الحكومي KRT.
كما حذّر كيم من أن بلاده لن تتسامح مع أي أنشطة عسكرية بحرية أو تحت الماء قد يقوم بها "الأعداء"، في إشارة إلى الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، بما يشمل نشر الأصول الاستراتيجية. وأكد أن بيونغ يانغ لن تضع حدودًا جغرافية لدفاعاتها البحرية، بل ستوسع نطاقها وفقًا لما تراه ضروريًا للحفاظ على أمنها واستقرارها.
تأتي تصريحات كيم في ظل توتر متزايد بين بيونغ يانغ وواشنطن وحلفائها في المنطقة. فمنذ أيام، هددت كيم يو يونغ، الشقيقة النافذة للزعيم الكوري الشمالي، بردّ قوي على وصول حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس كارل فينسون" إلى كوريا الجنوبية، واصفة ذلك بـ"هستيريا المواجهة التي تمارسها الولايات المتحدة وأتباعها".
وأضافت كيم يو يونغ أن واشنطن أظهرت "أقصى درجات العداء والمواجهة" ضد كوريا الشمالية، مشيرة إلى أن بيونغ يانغ سترد عبر خطوات تصعيدية تشمل على الأرجح تجارب صاروخية جديدة، وربما تطوير مزيد من الأنظمة العسكرية القادرة على استهداف الأراضي الأميركية أو القواعد العسكرية في المنطقة.
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنها على أهبة الاستعداد لمواجهة أي استفزازات عسكرية من الشمال، مشددة على التزامها بتحالفها الدفاعي مع الولايات المتحدة. ووصف مسؤولون كوريون جنوبيون تصريحات كيم يو يونغ بأنها "محاولة مكشوفة لتبرير تطوير الأسلحة النووية الكورية الشمالية واستفزازاتها المستقبلية".
وكانت بيونغ يانغ قد كثفت في الأشهر الأخيرة اختبارات الصواريخ الباليستية، بما في ذلك صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وسط تحذيرات دولية من أن هذه الخطوات قد تؤدي إلى تصعيد كبير في شبه الجزيرة الكورية.
تشهد شبه الجزيرة الكورية تصعيدًا عسكريًا مستمرًا، حيث نفذت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورات عسكرية واسعة خلال العام الجاري، تضمنت محاكاة لهجمات صاروخية وعمليات اعتراض. وتعتبر بيونغ يانغ أن هذه التدريبات تهديد مباشر لأمنها، فيما تصر واشنطن وسيول على أنها دفاعية بحتة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أبدى في وقت سابق رغبته في استئناف الحوار مع كيم يونغ أون، في محاولة لإحياء الدبلوماسية المتعثرة بين البلدين. إلا أن المحللين يرون أن بيونغ يانغ، التي استثمرت بشكل مكثف في برامجها العسكرية، قد لا تكون مستعدة حاليًا للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وكالات