بعد أوكرانيا... واشنطن تطرق أبواب الكونغو لتأمين المعادن!
2025-03-08 08:25:45
ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز"، الجمعة، أن الولايات المتحدة تُجري محادثات استكشافية مع جمهورية الكونغو الديمقراطية بشأن صفقة تتيح لواشنطن الوصول إلى المعادن الاستراتيجية المهمة في الدولة الإفريقية، في إطار مساعيها لتأمين إمدادات المعادن النادرة الضرورية لصناعات التكنولوجيا المتقدمة.
ووفقًا لوثائق اطلعت عليها الصحيفة، فإن الكونغو تواصلت مع الولايات المتحدة الشهر الماضي واقترحت صفقة تمنح واشنطن حقوق التنقيب عن المعادن النادرة، مقابل تقديم دعم لحكومة الرئيس فيليكس تشيسكيدي، الذي يسعى إلى تعزيز علاقاته الدولية وسط التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه بلاده.
وتُعدّ المعادن الأرضية النادرة عنصرًا أساسيًا في صناعات متعددة، بدءًا من الهواتف المحمولة وأشباه الموصلات، وصولًا إلى السيارات الكهربائية والتقنيات الدفاعية، ما يجعل تأمين هذه الموارد أولوية استراتيجية للولايات المتحدة، التي تسعى إلى تقليل اعتمادها على الصين، المُهيمنة على هذه السوق عالميًا.
ويأتي هذا التحرك الأميركي تجاه الكونغو الديمقراطية في وقت أعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أوائل شباط، عن رغبته في إبرام اتفاق مع أوكرانيا يتيح لواشنطن الوصول إلى المعادن النادرة الأوكرانية، مقابل استمرار المساعدات الأميركية لكييف.
وفي أعقاب هذا الإعلان، فتحت إدارة ترامب قنوات تواصل مباشرة مع روسيا، مما أسفر عن لقاء رفيع المستوى في السعودية، حيث ناقش المسؤولون قضايا مختلفة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا وسبل إنهائها.
وكان ترامب قد صرّح الشهر الماضي بأن اتفاق المعادن مع أوكرانيا يمثل "صفقة ضخمة قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار"، في إشارة إلى الأهمية الاستراتيجية لهذا القطاع بالنسبة للاقتصاد الأميركي.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول أوكراني رفيع المستوى الشهر الماضي، أن كييف وافقت بالفعل على بنود اتفاق المعادن مع الولايات المتحدة.
وأوضح المصدر أن الاتفاق يتضمن تطوير واشنطن لثروة المعادن النادرة الأوكرانية، على أن يتم توزيع الإيرادات عبر صندوق مشترك تم إنشاؤه حديثًا بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، في خطوة تهدف إلى تأمين الموارد المالية لكييف وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
ويعكس سعي الولايات المتحدة لعقد صفقات مع الكونغو الديمقراطية وأوكرانيا توجهًا أوسع لضمان أمن الإمدادات الحيوية من المعادن النادرة، في ظل المنافسة الجيوسياسية مع الصين، التي تُعد المورد الرئيسي لهذه الموارد عالميًا.
وتأتي هذه الخطوات أيضًا في إطار محاولات واشنطن لتعزيز تحالفاتها الاقتصادية والاستراتيجية، سواء في إفريقيا، التي تشهد تنافسًا بين القوى الكبرى على مواردها الطبيعية، أو في أوروبا الشرقية، حيث تسعى الولايات المتحدة لدعم أوكرانيا في مواجهة الحرب مع روسيا.
وكالات