المتهم باغتيال جنبلاط... تعرفوا على "اللواء إبراهيم حويجة"
2025-03-07 07:25:45
اعتقل جهاز الأمن الداخلي السوري، امس الخميس، اللواء المتقاعد إبراهيم حويجة، الرئيس السابق لإدارة المخابرات الجوية، والمتهم بتنفيذ عمليات اغتيال خلال عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر في إدارة الأمن العام، أن "اللواء إبراهيم حويجة، الذي شغل منصب رئيس المخابرات الجوية بين عامي 1987 و2002، تم اعتقاله في مدينة جبلة".
ويواجه حويجة، وفق المصدر، اتهامات تتعلق بمئات الاغتيالات التي نُفذت خلال عهد الأسد الأب، من بينها الإشراف المباشر على اغتيال الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط في 16 آذار 1977.
ويعد اغتيال جنبلاط واحدًا من أبرز الأحداث السياسية التي شهدها لبنان خلال الحرب الأهلية (1975-1990)، حيث قتل زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي بعد أن اعترض مسلحون سيارته في بلدة بعقلين، ما أدى إلى توتر كبير بين الطائفة الدرزية والنظام السوري آنذاك.
وكان الزعيم الدرزي والنائب السابق وليد جنبلاط، نجل كمال جنبلاط، قد اتهم النظام السوري مرارًا بالوقوف وراء مقتل والده. وعقب إعلان اعتقال حويجة، نشر جنبلاط على حسابه عبر منصة "إكس" الخبر مرفقًا بتعليق مقتضب: "الله أكبر".
منذ سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 كانون الأول الماضي، تشن الأجهزة الأمنية حملة لملاحقة ضباط ومسؤولين مرتبطين بالنظام السابق، بمن فيهم شخصيات عسكرية وأمنية متهمة بارتكاب انتهاكات واسعة خلال العقود الماضية.
ويعتبر حويجة من الشخصيات الأمنية القليلة التي لم تظهر علنًا منذ سنوات، ولم تتوفر عنه معلومات كثيرة، لكنه ظل أحد أبرز رجال المخابرات السورية خلال عهد الأسد الأب، حيث خلف اللواء محمد الخولي في رئاسة المخابرات الجوية.
بحسب المعلومات المتاحة، ينحدر حويجة من قرية عين شقاق بريف جبلة في محافظة اللاذقية، وهي منطقة قريبة من بيت ياشوط، مسقط رأس محمد الخولي، الذي أسس جهاز المخابرات الجوية.
بدأ حويجة مسيرته العسكرية كضابط في القوات السورية في سبعينات القرن الماضي، وبرز دوره الأمني عندما تولى إدارة المخابرات الجوية عام 1987، حيث لعب دورًا رئيسيًا في ملفات حساسة داخل سوريا وخارجها، قبل أن تتم إقالته من منصبه عام 2002 بقرار من بشار الأسد.
وفي أيار 2015، وخلال جلسة استماع أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، صرّح وليد جنبلاط أن التحقيقات أظهرت أن مكتب المخابرات السورية في بيروت، الذي كان يخضع لسلطة حويجة، مسؤولٌ عن اغتيال والده.
ويُشار إلى أن كنانة حويجة، ابنة إبراهيم حويجة، كانت قد برزت إعلاميًا كمذيعة في التلفزيون الرسمي السوري، قبل أن يُعرف اسمها لاحقًا كمفاوضة باسم النظام السوري مع فصائل المعارضة المسلحة خلال اتفاقيات التهجير، حيث وُجهت إليها اتهامات بتقاضي عمولات على تلك الصفقات، ما أكسبها لقب "المذيعة المليونيرة".
ويعد جهاز المخابرات الجوية أحد أكثر الأجهزة الأمنية نفوذًا في سوريا، حيث كان مسؤولًا عن الملفات الأمنية الحساسة داخل البلاد وخارجها، خاصة في لبنان خلال فترة الوجود العسكري السوري. ووفق تقارير عدة، فقد كان للجهاز دورٌ رئيسي في عمليات القمع السياسي، وخصوصًا في فترة الثمانينات والتسعينات، حيث واجهت المعارضة السورية آنذاك حملات اعتقال واسعة.
وجاء اعتقال حويجة في ظل مناخ سياسي وأمني متوتر في سوريا، عقب سقوط الأسد الابن، وسط جهود داخلية لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية ومحاسبة مسؤولين سابقين متهمين بانتهاكات.
وكالات