2025- 03 - 07   |   بحث في الموقع  
logo نصْلُ الاحتلال الإسرائيلي بالجسدين اللبناني والسوري: منع نهوض الدولة logo ما الأسدية؟ ما الذي انتهى في سورية؟ logo الحزب يضبط الإيقاع الإعلامي حماية لإرث السيد من "المحبين" logo إسرائيل تستخدم ورقة الدروز في مفاوضاتها مع الإدارة السورية logo الصرّافون يلاحقون المعاملات المالية المشبوهة: شبكة لبنانية-أميركية logo الساحل السوري: بشار الأسد على علم بـ"الهجمات المنسّقة" logo حكومة دمشق تصادر صهاريج القاطرجي.. وتعدل عقود النظام المجحفة logo إحداث نافذة إسلامية بالبنوك السورية: المخاطر أعلى من الفوائد
فلول سهيل الحسن تتمرد في جبلة
2025-03-06 21:25:45

لم يكد يمضي أقل من شهر على الاستقبال الحافل الذي حظي به الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، في مدينتي اللاذقية وطرطوس، حتى علت في الأخيرة هتافات مناهضة، وسط اقتحام شبابها لمبنى المحافظة في المدينة، إذ هتف المتظاهرون: "يسقط يسقط جولاني"، في إشارة إلى غضب شعبي متزايد.
انطلقت الاحتجاجات في طرطوس عقب اشتباكات عنيفة في ناحية الدالية وقرية بيت عانا بين قوى الأمن الداخلي ومجموعات مسلحة محلية، ما أسفر عن مقتل 10 عناصر من الأمن وإصابة آخرين. وسرعان ما اتخذت الأحداث منحى تصعيدياً، إذ خرج شباب المدينة في مظاهرات دعماً لجبلة، مرددين: "علو الصوت علو الصوت.. يا جبلة فداك الموت"، قبل أن يقتحموا مبنى المحافظة تعبيراً عن سخطهم.التوترات لم تتوقف عند هذا الحد، إذ تلا المواجهات تحليق مروحي فوق قرية دوير بعبدة، مسقط رأس صلاح جديد، رفيق درب حافظ الأسد وخصمه اللدود. هذه الثنائية السلطوية، التي بدأت بتحالف وانتهت بإقصاء، شكّلت محوراً لصراع النفوذ الذي حسمه الأسد الأب بانقلابٍ أودى بجديد إلى السجن. واليوم، بعد عقود من ذلك الفصل الدموي، يدفع الساحل السوري ثمن اعتباره بيئة حاضنة للطائفة "الأسدية" الفارّة.وفي تطور لافت يزيد من لهيب المشهد، استهدفت مجموعات مناوئة للحكومة، وُصفت بـ"فلول الأسد"، مواقع تابعة لوزارة الدفاع في قرية بيت عانا، مسقط رأس سهيل الحسن، الملقب بـ"النمر"، الذي ارتبط اسمه بسجل دموي حافل بالمجازر. سهيل الحسن، الذي كان الذراع العسكرية الأبرز للنظام، لعب دوراً محورياً في حملات القمع، وكان صاحب الأوامر بإلقاء البراميل المتفجرة على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، كما قاد عملياته العسكرية في الغوطة الشرقية بريف دمشق.المشهد الذي شهدته بيت عانا، بدا وكأنه استعادة لماضي الصراع، لكنه لم يتوقف عند حدودها، إذ باتت اللاذقية، التي ظلت طيلة سنوات الثورة في منأى عن المواجهات المباشرة، مسرحاً جديداً للتوتر، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل المشهد الأمني في المنطقة، واحتمالية امتداد رقعة الاشتباكات إلى معاقل كانت تُعتبر حصناً للنظام.تتواصل التطورات العسكرية في الساحل السوري بوتيرة متسارعة، حيث باتت قرية بيت عانا تحت الحصار، مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة من وزارة الدفاع لدعم القوات الحكومية في مواجهة التصعيد المتصاعد... وانتشار أمني مكثف في حمص لعناصر الأمن خوفاً من امتداد التمرد.وفي جبلة، اشتدت الاشتباكات العنيفة حول الكلية البحرية التي حوصرت بالكامل وسط دوي انفجارات هزّت المناطق القريبة، لا سيما حي الدعتور، الذي شهد تصعيداً كبيراً قبل يومين. التصعيد أجبر السلطات على إغلاق جميع مداخل مدينة جبلة وقطع الطريق الدولي الرابط بينها وبين اللاذقية، في خطوة تشير إلى خطورة الوضع الأمني المتفاقم.ولم تتوقف المواجهات عند هذا الحد، حيث استهدف قصف عنيف حاجزاً أمنياً قرب القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، ما أدى إلى تدميره بالكامل وسقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر الأمن، في هجوم يُعد من أكثر الضربات جرأة على مواقع النظام في المنطقة.في ظل المشهد الميداني المشتعل، ظهر محافظ اللاذقية اليوم في لقاء رسمي دعا خلاله إلى استقبال كل من يرغب في تسوية وضعه، في محاولة لاحتواء التوترات المتصاعدة.بالتزامن مع ذلك، صدرت تصريحات إيرانية تؤكد وجود ميليشيات عراقية على الأراضي السورية، الأمر الذي يثير مخاوف متزايدة حول تهديد السلم الأهلي، وسط رفض متصاعد من شرائح واسعة لأسباب أيديولوجية وسياسية، تتعلق بارتباط هذه الجماعات بالنظام السابق، بالإضافة إلى استفزاز الأقليات ومحاولة توظيفها في الصراع الدائر.المشهد المتوتر يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة على احتواء الأزمة، في وقت تشهد فيه البلاد تصعيدًا غير مسبوق على المستويين الأمني والسياسي.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top