إثارة الصدمة التي أرادها القائمون على حملة إعلانية تدعم المساواة الجندرية في لبنان، في اليوم العالمي للمرأة، ارتدّت سخطاً وغضباً واستسخافاً، كون الابتكار الذي أرادته الحملة، مَسّ بالعلم، رمز البلاد.
ومع أن العلَم وأَرزَته، استقت منهما بعض الأحزاب شعارات لها، ورايات حزبية، للدلالة على الانتماء الوطني اللبناني في وقت سابق.. الا أن شطب العلم نفسه، يمثل سابقة. يبدو تشويهاً للرمز الوطني، ولا يمكن أن يؤدي أي غرض. وتبين أن شطب الأرزة على العلم اللبناني "كان جزءاً من حملة تسويقية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وأن الهدف من هذه الحملة الإشارة إلى المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة". والحال إن حُرمة العلَم اللبناني يمكن أن تخضع، في الحالة هذه، لنقاش. إذ قد يعتبر القائمون على الحملة أنهم يستلهمون من مكانتها بل يستجيرون بها لتحصيل حقّ أساسي يريدون القول إنه وطني أيضاً، أي المساواة بين الرجل والمرأة في المواطنية والمجتمع وأمام القانون. وإذا كان البشر أهم من الرموز، فإن المشكلة الأهم في شعار هذه الحملة هو أنه فعلياً لا يؤدي الغرض المرجو منه، فلا يصل منه إلى المتلقي إلا شطر الأرزة-الرمز، وليست فيه أي فكرة أو إحالة إلى معاناة اللبنانيات من التمييز في مجالات شتي، بدءاً من شروط العمل وحق إعطاء جنسيتهن لأولادهن، ولا تنتهي بالغبن في المحاكم الروحية والشرعية، إضافة إلى العنف المنزلي والأسري الذي قد يصل إلى حد القتل. من هنا، بدت الحملة سخيفة وعقيمة بقدر ما اقترفت في حق العلم-الأيقونة اللبنانية الأولى.
استنكار واسع
ثمة آلاف الأفكار التي تحدث صدمة إيجابية، وتحفز الرأي العام على المضي في طريق المساواة الجندرية، بعيداً من المساس بالرمز الوطني. أفكار توعويّة، وتحفيزيّة.. لكن اختيار شطب العلم، أثار فقط استنكاراً واسعاً، أدى إلى إزالة الشعار.
وتصدر الرئيس اللبناني جوزاف عون، لائحة الرافضين لهذا الشعار، قائلاً في مستهل جلسة مجلس الوزراء: "لفتني رفع العلم اللبناني في ساحة الشهداء مع علامة حمراء على الأرزة التي تتوسطه، هذا الأمر لا يجوز، إذ من غير المسموح المساس بالعلم، حتى ولو كان بنوايا صافية، لأن العلم هو رمز البلد والحفاظ عليه واجبنا جميعاً".
رئيس الجمهورية خلال جلسة مجلس الوزراء: لفتني رفع العلم اللبناني في ساحة الشهداء مع علامة حمراء على الارزة التي تتوسطه، هذا الامر لا يجوز، اذ من غير المسموح المساس بالعلم، حتى ولو كان بنوايا صافية، لان العلم هو رمز البلد والمحافظة عليه واجبنا جميعاً
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) March 6, 2025
ولم ينحصر الاستياء في السياسيين، إذ أعربت المغنية نجوى كرم عن غضبها أيضاً، قائلة في تغريدة: "حقّقوا مساواة الرجل والمرأة وين ما بدّكن وكيف ما بدكن.. اوعى حدا يمهِّد لشي... !!! لأنّو اللي بدّو يمدّ إيدو على #العلم_اللّبناني، بدّنا نقطعها".
حقّقوا مساواة الرجل والمرأة وين ما بدّكن وكيف ما بدكن..اوعى حدا يمهِّد لشي... !!! لأنّو اللي بدّو يمدّ إيدو على #العلم_اللّبناني، بدّنا نقطعها.
— Najwa Karam (@najwakaram) March 6, 2025