"إسرائيل تتوسّع على حساب انهيارها الداخلي"!
2025-03-05 20:55:43
في مقال لاذع نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قارن الكاتب تسفي برئيل إسرائيل بسلسلة متاجر سوبرماركت تنهار بسبب الفساد الإداري، في حين تواصل التوسع وفتح المزيد من الفروع، معلقًا على الأزمة الداخلية المتفاقمة التي تعيشها الدولة. هذا التشبيه يعكس، بحسب برئيل، المعضلة التي تواجهها إسرائيل في وقت تسود فيه الأزمة الداخلية التي تهدد استقرار الدولة، بينما تواصل الحكومة تبني سياساتها التوسعية في الضفة الغربية وتعزيز عملياتها العسكرية في غزة ولبنان وسوريا، كما لو أن الأوضاع مستقرة ولا تهدد الدولة من الداخل.
وتأتي هذه الانتقادات في وقت حساس، إذ لا تزال التحقيقات جارية حول فشل إسرائيل الأمني في الهجوم الذي وقع في 7 تشرين الأول 2003، والذي كشف عن العديد من أوجه القصور في المنظومة الأمنية والاستخباراتية. وقد أدى الهجوم إلى واحدة من أخطر الضربات التي تعرضت لها إسرائيل منذ تأسيسها، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات الإسرائيليين، إضافة إلى أسر عشرات الجنود من قبل المقاومة الفلسطينية.
ويعتقد محلل الشؤون العربية والشرق أوسطية في الصحيفة أن إسرائيل تتصرف وكأن شيئًا لم يتغير، رغم أن تداعيات الهجوم قد أثارت زلزالًا داخليًا هز ثقة الجمهور في الحكومة والمؤسسة الأمنية.
لكن على الرغم من هذا الفشل الكبير، تواصل الحكومة الإسرائيلية تبني سياسات تصعيدية في المجالات الأمنية والسياسية، مستمرة في توسيع عملياتها العسكرية في غزة ولبنان وسوريا دون أن تقدم رؤية استراتيجية واضحة لإنهاء الحرب، بينما يزداد الانقسام الداخلي وتتزايد الاحتجاجات ضد أداء القيادة.
تواجه إسرائيل أزمة داخلية عميقة في ظل التحديات الأمنية والسياسية المتزايدة. ورغم الهجوم الذي وقع في 7 تشرين الأول 2003 والذي كشف عن فجوات كبيرة في قدرات الأمن والاستخبارات، تواصل الحكومة الإسرائيلية تصعيد مواقفها العسكرية والسياسية في مناطق النزاع، مما يزيد من حدة التوترات داخليًا وخارجيًا. ومع استمرار الانقسام في الداخل، لا تبدو القيادة الإسرائيلية قادرة على تهدئة الوضع أو تقديم رؤية واضحة للخروج من الأزمات المتراكمة، ما يزيد من الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة.
وكالات