2025- 03 - 06   |   بحث في الموقع  
logo اشتباك على الحدود الأردنية: مقتل 4 مهربين وضبط مواد مخدرة (صور) logo بعد "غرق الأوتوستراد" بالمياه... رسامني: نجري تحقيقًا دقيقاً! logo "بسبب ترامب"... إقالة كبير مبعوثي نيوزيلندا في بريطانيا logo ترامب يستعد لفرض "حظر سفر" جديد على مواطني دولتين logo "2025 سيكون عام حرب"... زامير يبدأ مهامه بتعديلات هامة logo رفضوا مناقشة تسليم الأسد: تفاصيل حول المفاوضات الروسية السورية logo "محادثات سرية" بين أعضاء من فريق ترامب ومعارضي زيلينسكي logo جرحى في كوريا الجنوبية: طائرة حربية تسقط 8 قنابل عن طريق الخطأ!
إسرائيل وعشقها المشروط للدروز
2025-03-05 15:55:53


ألتمس العذر مسبقاً لأنني سأتكلم لأول مرة، وأتمنى أن تكون أخر مرة، بشكل طائفي، ولكن في بعض الأحيان الضرورات تبيح المحظورات.
يطالعنا بين الفينة والأخرى رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وبعض وزرائه، معلنين عشقهم للطائفة الدرزية والاستعداد للدفاع عنها ضد ما يحدق بها من مخاطر، وفي هذا السياق يخطر على بالي بعض الأسئلة التي أحب أن أوجهها لنتنياهو ووزرائه والحكومة بشكل عام. أولاً الدروز في الجليل والكرمل فرضت عليهم الخدمة بالجيش الإسرائيلي ويتساوون مع اليهود بالواجبات، فلماذا لا تساويهم حكومة إسرائيل بالحقوق؟ بل ذهب الكنيست الإسرائيلي لأبعد من ذلك فحولت التفرقة العنصرية إلى قانون من خلال سن "قانون القومية" وجعلت من غير اليهود أي العرب مواطنين من الدرجة الثانية وبضمنهم طبعاً الدروز، وكذلك صادر الكنيست أراضيهم وسنّ قانون "كامينتس"، وبدأوا باستصدار أوامر هدم لبيوتهم التي بنيت على أراضيهم واعتبرتها دوائر التنظيم الإسرائيلية غير مرخصة، وهكذا ثبتّوا المقولة المتداولة بين الدروز أن "الدروز يهود بالواجبات وعرب بالحقوق".
أما بالنسبة لدروز الجولان فحدث ولا حرج، وأنا لا أريد أن أعود إلى سنوات السبعين والثمانين والحكم العسكري الذي عانى منه أهل الجولان، ولا إلى أيام الإضراب الذي أعلنوه بعد ضم الجولان وحصار القرى وزج القيادات والناشطين في السجون، فقط سأذكركم بمشروع المراوح الأخير الذي لم ننتهِ منه بعد، والذي يهدف لمصادرة الآلاف من الدونمات من أراضينا الزراعية، وعندما وقف أهل الجولان بوجه هذا المخطط ضربتهم الشرطة بيد من حديد واقتلعت عيون بعض شبابهم وحطمت عظام الأخرين.
أما بالنسبة لدروز لبنان؛ فهل نسيتم بعد غزو إسرائيل للبنان في حزيران 1982، كيف استغل حزب الكتائب، الوجود الإسرائيلي للسيطرة على الجبل فاصطدم مع الدروز في معارك ضارية ووقفت إسرائيل بأحسن حال تتفرج على قتل الدروز وتدعم الكتائب بالسر، فقد تحالفت إسرائيل مع الكتائب وحاول الرئيس اللبناني حينها أمين الجميل تمرير اتفاق 17 أيار عام 1983، والذي أُسقط لاحقاً، وكلنا يذكر ظاهرة انشقاق بعض الجنود من دروز إسرائيل والالتحاق بدروز لبنان، الذي كان يقودهم الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة الأستاد وليد جنبلاط.
أما بالنسبة لدروز السويداء؛ أين كان هذا العشق عندما قامت داعش بالتواطؤ مع النظام البائد، بالهجوم على قرى السويداء الشرقية في تموز/يوليو 2018، وقتلوا المئات وخطفوا النساء والأطفال؟ ألم يكن الدروز أحباءكم في حينه؟ وسلاحكم الجوي يسرح ويمرح في أجواء سوريا؟ هل كنتم عاجزين عن قصف داعش شرقي السويداء، وأين كنتم عندما هُوجم الدروز في جبل السماق في "قلب لوزة" في حزيران/يونيو 2015، وقُتل العديد منهم على أيدي المتطرفين الإسلاميين؟
سأكتفي بهذه الأمثلة فقط لأعّري عورة العشق المزيف أمام من يهتف لإسرائيل، كنتم دائماً تريدون تقسيم سوريا وإقامة دويلة درزية، على غرار ما فعلتم بجنوب لبنان لاحقاً (دويلة سعد حداد)، ونقل دروز الجليل والكرمل إلى الجولان لتسيطروا على قراهم، ولم تنجحوا بذلك بعد هزيمة العرب في حزيران/يوينو 1967، ودروز الجولان هم من أفشل التقسيم، وتعرفون ذلك جيداً. واليوم تريدون أن تستغلوا ضعف سوريا لتعيدوا الكرّة من جديد، على حساب الدروز، ولكن اعلموا أن أشراف السويداء وقيادتهم الدينية والزمنية سيفشلون مخططكم للمرة الثانية، فهم أحفاد سلطان باشا الأطرش الذي أفشل مخطط إقامة دولة للدروز في بداية العشرينات من القرن الماضي ووحد سوريا.
أنتم دولة تسعى وراء مصالحها ولا ضير في ذلك، كل الدول تفعل ذلك، ولكن كفّوا عن ظلم هذه الطائفة واستعمالها أداة لمشاريعكم، فلن تنجحوا، فقط ستثبتون طبيعتكم التي نعرفها على أنكم دولة استعمارية توسعية بامتياز، وستصلون إلى النتيجة التي وصل إليها نابليون عندما حاصر عكا وطلب من الدروز دعمه واعداً إياهم بإقامة دويلة لهم، فرفضوا ووقفوا ضده ففشل في فتح عكا.
وأخيراً أريد أن أقول لبعض إخواننا من باقي الطوائف؛ وآسف عل هذه اللهجة، والتي لم اعتَد عل استعمالها، ولكن وصلنا إلى مرحلة يجب أن نضع فيها الحقائق على الطاولة بكل صراحة، إن كتاباتكم التحريضية على الدروز لا تجعلكم وطنيين وأشراف، وتحول الدروز إلى عملاء، فتاريخ الدروز يشهد لهم، خصوصاً في السويداء، وليسوا بحاجة لشهادة أحد، بل بعملكم هذا للأسف تصبون الماء على يد إسرائيل ومشاريعها، عليكم الوقوف بجانب المستهدفين من إخوانكم بني معروف في التصدي لمشاريع التقسيم، فماذا يفيدكم إدانة الدروز إذا تقسمت سوريا؟
إن هذه التهجمات من البعض، والذين لا يعبرون حتماً عن الأشراف من باقي الطوائف وهم كثر، يذكرني بهزيمة حزيران 67، عندما أعلنت القيادة المهزومة أن من تبقى من سكان الجولان الدروز في أرضهم هم سبب الهزيمة، في حين هرب قائد الجبهة أحمد المير بلباس مدني وهو يمتطي حماراً، وذلك عندما أعلن وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد، سقوط القنيطرة قبل دخول الجيش الإسرائيلي إليها بساعات وعُرف ببلاغ ال66، لتثبت الأيام بعد سنوات من النضال، أن من حافظ على عروبة الجولان هم السكان الذين تمسكوا بأرضهم.
يجب أن يدرك الدروز وغيرهم، أن إسرائيل وكذلك الدول بشكل عام تحب مصالحها فقط، وفي حال تعارضت مصلحتها مع مصلحة أي مجموعة، تنقلب عليها فوراً، فانظروا إلى ما فعله نتنياهو وحكومته مع المخطوفين في غزة، فمع أن غالبيتهم هم من اليهود الإسرائيليين، ولكن عندما شكلت عودتهم خطراً على استمرار حكومته تركهم لمصيرهم، فتخيلوا ماذا يمكن أن يفعل مع غير اليهود!


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top