وسعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية "السور الحديدي" في جنين خلال اليومين الأخيرين، لتشمل المدينة نفسها بعد نحو 6 أسابيع من تركيزها على المخيم فقط، حيث دخلت قوات كبيرة وآليات مكثفة إلى الحي الشرقي لمدينة جنين.اغتيال.. وتوسع التدميرواستمرت العملية التي نفذتها قوات الاحتلال في الحي الشرقي للمدينة نحو 24 ساعة قبل انسحابها الليلة الماضية، مخلفة شهيدين، أحدهما تصفه تل أبيب بـ"قائد القسام" في جنين أيسر السعدي، إضافة إلى تدمير كبير للبنى التحتية وتجريف للشوارع وتفجير عدد من المباني، وإجبار سكان بعض المنازل على النزوح منها خلال الاقتحام.جاءت توسعة عملية الاحتلال لتشمل مناطق جديدة في مدينة جنين، في ظل استمرارها في المخيم منذ نحو شهر ونصف، فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي تمكن بالتعاون مع جهاز "الشاباك" من اغتيال "مطلوبَين" واعتقال آخرين في الحارة الشرقية لجنين.وقال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إسرائيل ستواصل ملاحقة "الإرهاب والقضاء عليه في كل مكان"، على حد تعبيره.. مدعياً أن الهجوم المكثف على مخيم جنين يدفع المطلوبين إلى التحرك بطريقة تكشف أماكن وجودهم للقوات الإسرائيلية.المرحلة "ج"في حين، اعتبر مراسلون عسكريون إسرائيليون أن توسع العملية لتشمل مناطق جديدة بجنين وغيرها، يندرج في سياق انتقال "السور الحديدي" إلى المرحلة الثالثة أو ما تُسمى "ج". ويريد الاحتلال أن يقول من خلال ذلك إن عمليته العسكرية بالضفة تتألف من مراحل كثيرة ومتدحرجة كـ"كرة ثلج".بدوره، قال مصدر من جنين لـ"المدن" إن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة رفقة عدد كبيرة من مدرعات "إيتان" المصفحة لأول مرة.وأفاد المصدر أن انسحاب قوات الاحتلال من الحي الشرقي للمدينة لا يعني انتهاء العملية، وهو ما أكدته أيضاً وسائل إعلام عبرية، حيث نوهت بأن توسعة العملية العسكرية الإسرائيلية، تعني اقتحامات متلاحقة لمناطق جديدة بالتزامن مع تركزها في مخيمات شمال الضفة.لماذا الحي الشرقي لجنين؟وأوضح المصدر أن الحارة الشرقية لجنين تعد مبانيها متلاصقة، وهو أمر يجعلها هدفاً لعمليات تجريف كبيرة بأي لحظة؛ ذلك أن إحدى غايات عملية الاحتلال في هذه المنطقة بالمدينة هي القيام بعمليات تجريف وهدم للتسهيل لوجستياً "أنشطة" القوات الإسرائيلية فيها، ولمنع أن تكون مكاناً جديداً وبديلاً لتموضع المجموعات المسلحة.هذا وأشارت تقارير عسكرية إسرائيلية إلى إقامة غرفة عمليات داخل مخيم جنين مهمتها تعقب مطلوبين وتوجيه عمليات موسعة في المدينة وبلداتها.وقال الصحافي من جنين طارق سويطات لـ"المدن" إنه قبل ليلة من اقتحام الجزء الشرقي للمدينة، نقل جيش الاحتلال قواته من الجهة الشرقية للمخيم إلى غربه، للإيحاء بأنه ابتعد أكثر عن المدينة، ثم باغتت قوات كبيرة ليلاً الحارة الشرقية لجنين.وبين سويطات أن القوات الإسرائيلية قامت في الحي الشرقي بعمليات تفتيش واسعة للمنازل واعتقلت عدداً كبيراً من الناس قبل أن تفرج عن عدد منهم.غموضوبشأن المخيم، قال سويطات إن الاحتلال يواصل العمل داخل المخيم، لكن لا أحد يعلم ماذا يحدث داخله، بعد تحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة خالية من السكان، مضيفاً أن النازحين موزعين داخل المدينة وبلداتها، ولديهم حالة من عدم اليقين بشأن عودتهم إلى المخيم، في ظل منعهم من العودة إليه وصعوبة العيش فيه جراء تدميره الكبير.وأكد سويطات أن الأوضاع الإنسانية والاجتماعية في جنين ومخيمها تزداد تعقيداً جراء عملية الاحتلال الطويلة، وهو ما يندرج في سياق مساع إسرائيلية لضغط السكان ودفعهم إلى الرحيل إلى مناطق أخرى.ومنذ بدء عملية "السور الحديدي"، هجّر الاحتلال قرابة 3200 عائلة من مخيم جنين ومحيطه، فيما تؤكد مصادر محلية صعوبة عودة السكان إليه والعيش فيه، بعد عمليات التدمير الهائلة التي طالت كافة مناحي الحياة داخله.من جانبه، قال مسؤول بالسلطة الفلسطينية لـ"المدن" إن لدى السلطة معطيات تفيد بأن الاحتلال ينوي بموازاة خطته لتفكيك المخيمات وضمها لبلديات المدن، أن يقوم بضم أراضٍ مفتوحة شمال الضفة الغربية، وتحديداً بمحافظة طوباس وجنين والسهول القريبة من الخط الأخضر.