فيما تستمر الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، أفاد موقع "واللا" العبري، بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد إيال زامير، يخطط لمناورة واسعة النطاق في قطاع غزة وزيادة الضغط العسكري على حركة حماس.
ومن المقرر أن يتولى اللواء إيال زامير غداً الخميس، منصب رئيس الأركان العامة الإسرائيلية خلفا لهرتسي هليفي الذي استقال في كانون الثاني/يناير الماضي، على خلفية الفشل في التصدي لهجوم طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقال الموقع الإسرائيلي إنه "من المتوقع أن يغير رئيس الأركان المنتخب مفهوم الحرب في غزة من خلال مناورات برية كبيرة واستمرار السيطرة على الأراضي، وسوف يصاحب هذه الخطوة إطلاق نار كثيف من الجو والبر، بهدف ممارسة ضغوط شديدة على حماس".
وأضاف "واللا" أن الجيش الإسرائيلي استلم كميات كبيرة من الذخيرة والصواريخ والقنابل منذ دخول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، كما إن الوضع الأمني على الحدود مع لبنان وسوريا والضفة الغربية، يسمح بتخصيص قوات احتياط كبيرة للمعركة في غزة.
ونقل الموقع عن مصادر أمنية قولها: "إذا نفذّت مناورة واسعة في غزة سيقيم الجيش الإسرائيلي مناطق إيواء للمدنيين وممرات إنسانية، ولكن هناك خشية من المساس بالمختطفين والكثافة السكانية العالية في المناورة المقرر تنفيذها في غزة".
وتابع أنه قبل بضعة أسابيع، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تقييماً للوضع في القيادة الجنوبية بالاشتراك مع وزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان هرتسي هليفي، وجنرالات من هيئة الأركان العامة، كما انضم اللواء إيال زامير إلى تقييم الوضع، وخلال الاستعراضات، قدم قادة القيادة الجنوبية خطط الحرب في مراحلها المختلفة.
وذكر الموقع نقلاً عن مصادر أمنية، أن زامير الذي خدم سابقاً في القيادة الجنوبية، عبّر عن موقفه من النظام القائم، وأوضح أن القتال تحت قيادته سيكون مختلفاً.
وتوقعت المصادر أن "يعزز زامير، نهجاً أكثر عدوانية، ويسعى إلى تقصير مدة القتال وممارسة الضغط على حماس لإجبارها على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن".
تعديلات كبيرة
من جهتها، كشفت القناة (12) الإسرائيلية أن زامير سيعمل فور توليه منصبه الجديد على إجراء تعديلات كبيرة في هيئة الأركان، وإزاحة عدد من كبار قادة الجيش الذين ارتبطت أسماؤهم بإخفاقات 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وفي سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن زامير أجرى خلال الأسبوعين الماضيين، سلسلة زيارات إلى جبهات القتال كافة، في إطار عملية التحضير لتسلمه منصبه الجديد.
وأضاف البيان أن زامير فحص جاهزية الجيش الإسرائيلي على الجبهات المختلفة. وقال إن "زامير أجرى تقييمات عملياتية للوضع في جنين وغزة ولبنان، وأجرى حديثاً مع القادة تمهيداً لعملية التخطيط لمواصلة القتال وتركيزاً على الخطط الهجومية".
تفاقم المعاناة
يأتي ذلك، في ظل تفاقم المعاناة الإنسانية لأهالي قطاع غزة، مع استمرار منع الاحتلال إدخال المساعدات والإغاثة، وتنصله من اتفاق وقف إطلاق النار، مستخدماً ذلك كسلاح للتجويع والتهجير.
وتزامناً، تواصل طواقم الدفاع المدني والإسعاف العمل على تخليص جثامين شهداء من تحت الركام وفي أماكن ومناطق توغل إليها الجيش الإسرائيلي ودمرها بواسطة آلياته وطيرانه.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أن حصيلة ضحايا الحرب منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بلغت 48 ألفاً و405 شهداء و111 ألفاً و835 إصابة.
في غضون ذلك، حثت وكالة "الأونروا" على استمرار التكاتف العالمي حتى يتمكن أهالي غزة من الحصول على الدعم الذي يحتاجونه، مشيرة إلى أنه حان الوقت ليجدد المجتمع الدولي التزامه بإيجاد حل سياسي عادل وهو السبيل الوحيد لتحقيق السلام.
من جهته، أوضح المجلس النرويجي للاجئين، أن مساعدات المرحلة الأولى لم تكفِ لتلبية الاحتياجات في غزة، مؤكداً أنه "لا يوجد مخزون من الخيام في غزة أثناء تجميد المساعدات"، مشيراً إلى أن "الأطفال يموتون بسبب البرد ونقص المعدات الطبية".
وفيما أكدت "يونيسف"، أنه "ليس هناك كمية كافية من الإمدادات لتوزيعها في غزة"، لافتةً إلى أن نتيجة تجميد المساعدات ستكون كارثية، قالت إدارة الطوارئ والعمل الإنساني في لجنة الإنقاذ الدولية: "لدينا 6.7 أطنان من الأدوية تنتظر الدخول إلى غزة"، مشدّدةً على "ضرورة أن يُستأنف وصول المساعدات فوراً".