2025- 03 - 05   |   بحث في الموقع  
logo الإنتخابات البلديّة: 3 عقبات تنتظر حلولاً وإلّا التأجيل!.. عبدالكافي الصمد logo لبنان يحتاج الى صدمة سعودية إيجابية!.. غسان ريفي logo مسجد التوبة في طرابلس.. بناه المماليك وجدّده العثمانيون logo الموسوي يجاهر بمراجعات وأزمات داخلية...هل يغطيه "الحزب"؟ logo التوتر التركي-الإيراني.. لعبة المصالح والصراعات بين سوريا والعراق logo مصدر عسكري لـ"المدن: التطوع لتعزيز الانتشار جنوباً رهن الحكومة logo وليد جنبلاط و"يا أهلاً بالمعارك": حفاظاً على وحدة سوريا logo طرابلس تستغيث: عصابات مسلحة تهدد الأمن وعصية على المحاسبة
وليد جنبلاط و"يا أهلاً بالمعارك": حفاظاً على وحدة سوريا
2025-03-05 00:25:45

يدور وليد جنبلاط حول الزمن. أو أن الزمن يدور حوله. يعيش الرجل على قلق. هو القلِق دائماً، وهو الذي خبر انقلابات وتحولات. أثقلته المعارك، لكنها لم تتعبه. هو معها بتجدد دائم، وإن حمل فيها بندقية ثورة الـ58، أو كلاشنيكوف مواجهة اجتياح الـ82. أو "شال الرايتين" الحمراء والبيضاء في 2005. أو صوته وموقفه ما قبل سقوط النظام السوري، وما بعد السقوط، وصولاً إلى مواجهة ما يعتبره أخطر المشاريع الإسرائيلية التي تنطلق من غزة والضفة الغربية، إلى لبنان سوريا. اعتاد وليد جنبلاط أن يبادر إلى المعارك وحيداً، كما عرف كيفية استقطاب الحلفاء والمناصرين. معروف عنه أنه يفضّل دوماً الرحاب الواسعة. لا الانزواء في مشروع "الطائفة" وزواريبها. ففي لبنان هو حريص على النموذج الأوسع من سياق محاصرته داخل بيئته وطائفته. وعلى مستوى المنطقة يختار دوماً الأفق العربي الواسع.
إسقاط المخطط
يحطّ الزمن بمعاركه مجدداً في دارة جنبلاط وعقله. فإسرائيل بالنسبة إليه تسعى إلى إعادة خلق مشروع قديم جديد، يسعى إلى فصل الدروز عن محيطهم العربي والإسلامي، وزرعهم في سياق "تحالفات أقلوية"، رفضها هو كما والده من قبله، كما سلطان باشا الأطرش وغيرهم من أعيان الدروز في المنطقة. اليوم يقف جنبلاط وحيداً، كصاحب إرث لزعامة تمتد على مئات من السنوات، ينظر إلى سوريا بأفق أرحب، والتي دمّر نظام الأسد فيها كل "زعامات الدروز" وأعيانهم. وهو الذي حاول مع بداية الثورة العمل معهم لتعزيز موقفهم إلى جانب الثورة ضد النظام. في الستينيات والسبعينيات، أجهض كمال جنبلاط مشروع إنشاء "الدولة الدرزية". تلك التي كان مخططها يقضي بدمج دروز سوريا من السويداء والجولان، امتداداً إلى وادي التيم مع دروز لبنان. تلك "الدولة" التي كان يقابلها مشروع لإقامة دولة مارونية أيضاً في جبل لبنان. اليوم تستفيق شياطين تلك المرحلة في ذهن جنبلاط، الذي يرفع الصوت عالياً لإسقاط المشروع الإسرائيلي المتجدد والذي ينطلق من جنوب سوريا ومن ادعاءات إسرائيلية لحماية الأقليات ولا سيما الدروز.
"يا أهلاً بالمعارك"
قبل دروز سوريا، ركز جنبلاط على دروز فلسطين، نصح كثيراً بكتاب قيس فرو "دروز في زمن الغفلة.. من المحراث الفلسطيني إلى البندقية الإسرائيلية". حذّر كثيراً من عملية استقطاب إسرائيل للدروز من خلال التحفيزات والخدمات التي يقدمونها لهم ومن خلال تحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية. ولطالما نادى العرب بأن يولوا اهتماماً للدروز وتوفير الخدمات التعليمية والاجتماعية لهم، للحفاظ على روابطهم العربية بدلاً من تركهم لمصيرهم السهل أمام إسرائيل. الآن يختار جنبلاط خوض المواجهة ضد المشروع الإسرائيلي الذي يستهدف سوريا ككل، بموقعها، دور الدولة فيها، ومكوناتها الاجتماعية المختلفة ومن ضمنها الدروز. فهو واجه في السابق "محور الممانعة" الذي كان يعمل على أخذ الدروز إلى سياق تحالفي معه للتحلق حول بشار الأسد. انتظر على ضفة النهر، فعبر المحور. اليوم يواجه مشروعاً آخر أكثر خطورة وقوة، لكن يقول "يا أهلاً بالمعارك". تلك المعركة التي بدأها على طريقته في خلق سجال مفتوح مع الشيخ موفق طريف منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة بعد عملية طوفان الأقصى. أراد للسجال أن يخلق إشكالية لدى الدروز لعدم استسهال التجاوب مع ما يسعى إليه الإسرائيليون.
الانتماء التاريخي
إلى جانب علاقته الوجدانية مع سوريا، فهو بإمكانه أن يتعاطى مع تطوراتها كزعيم لبناني، أو زعيم لطائفة الموحدين الدروز في لبنان، أو باعتباره صاحب امتداد تأثيري على جزء من الدروز في سوريا. لكنه أيضاً يمكنه أن يتعاطى مع مختلف المكونات السورية من موقع آخر، فبالعودة إلى الانتماء التاريخي والعرقي لآل جنبلاط، فهم يعودون إلى صلة بالأكراد بالعودة إلى آل جانبولاد في حلب. ويتعاطى من موقع عربي وهو الخيار الذي سلكه الدروز منذ سنوات، ومن موقع إسلامي، وهو حفيد شكيب أرسلان بما يرمز إليه في تاريخ الإسلام خلال حقبة السلطنة العثمانية. تلك الحقبة التي ربما يختلج دواخل جنبلاط حنيناً إليها، نظراً لسعة أفقها ورحابتها، ولما كان فيها من حرص وحفاظ على التنوع. وهو الذي يحبّ التاريخ، يعود في أحد نصوصه قبل سنوات إلى محاضرات حول الامبراطورية العثمانية، كان يتلقاها على يد البروفيسور زين زين، ويصفه بأنه يتميز بأسلوب فريد، في القاء المحاضرات حول تلك الفترة التاريخية، حيث كان العرب واليهود يعيشون في سلام تحت حماية السلطان. تلك السلطنة التي أسقطها الغرب، وفق ما يعتبر، ونتجت عنها النزعات القومية في المنطقة. أما اليوم فهناك مشروع عربي يتعرض للاستهداف من قبل إسرائيل، لإسقاط روح العروبة، وإدخال المنطقة في صراع ديني أو طائفي أو مذهبي، وتقسيمها على هذا الأساس. مصير أمم وشعوب
يعيش جنبلاط مع الأسئلة، ولا سيما الوجودية منها. يشتهر بسؤاله الأشهر "إلى أين؟" وربما الآن يسأل أكثر. لكن السؤال الآخر الذي يقتبسه من أستاذه "زين زين" هو "ماذا لو؟" هذه الأسئلة بالنسبة إليه، تقرر مصير أمم وشعوب بأكملها. ويقول في نصه القديم: "لهذا السبب فإن موقع "الدولة اليهودية" بدلا من أن تكون في باتاغونيا، انتهى بها الأمر إلى أن تقام في فلسطين، وذلك على العكس مما كان يرغب فيه هيرتزل، فيما يبدو. وليس لدي شك في أن هيرتزل لا يستسيغ فلسطين والقدس، وكان يرغب في تفادي الحركة الدينية التي ظلت تقود اليهود دوماً نحو الكوارث. وفضلا عن ذلك، فإنه في القدس، تلك المدينة المقدسة، نجد أن سكانها بالرغم من تحدرهم من جد واحد هو النبي ابراهيم، فانهم يتعايشون وفق تراث العديد من الانبياء والآلهة ممن ورثوه، ولهذا السبب فان كل واحد يكره الآخر، بل حتى ضمن الأسرة الروحية ذاتها". كتب النص يومها لمناسبة زيارة بابا روما إلى القدس وتلاوته صلاة السلام، ويختتم نصه بالقول: "لا أحد يعرف ما كان يقوله البابا في صلاته إلى الرب. إلا أنني أظن انه كان يصلي من أجل السلام، ولكنه كان يقول له شكراً يا مولاي وشكراً لأن "ماذا لو" جعلت بيريس ونتانياهو بعيدين عن باتاغونيا، لأنهما لو وجدا لاحتلا بقية الارجنتين، وكنت سأتحول إلى لاجئ في مكان ما في الامازون بدلاً من ان أصبح الحبر الأعظم".
معركة وحدة سوريا
يخوض جنبلاط هذه المعركة، للحفاظ على وحدة سوريا، ومنع إسرائيل من فصل الدروز عن بيئتهم وهويتهم. يريد من وراء ذلك الحفاظ على رمزية الإرث، التاريخ، الأرض والارتباط بها، والموقف. ويعلم أن ما يجري من صراعات أو زرع لبذور الفتنة، هي عمليات ممنهجة، وهذا المسار الذي بدأ سريعاً مع سقوط نظام بشار الأسد. إذ بعدها بأيام قليلة خرج في بلدة حضر من يطالب بحماية إسرائيلية، هذا الرجل الذي كان يومها يرتدي زياً دينياً، كان عنصراً في الفرقة الرابعة. واستكمل المسار في السويداء من خلال "المجلس العسكري" وهو مجلس قديم، وبعض المسؤولين فيه كانوا سابقاً في الجيش السوري، وهم منذ فترة يحصلون على الأسلحة والأموال من إسرائيل، التي عملت على إنزال هذه الأسلحة والأموال لهم عبر طائرة مروحية بعيد حوالى أسبوعين من سقوط النظام السوري. وهؤلاء فتحوا خطوطاً مع إسرائيل ومع قسد أيضاً. ما يريده جنبلاط، هو جغرافيا عربية متصلة ومتواصلة ببعضها، على قاعدة اندماج الدروز في دولهم ومجتمعاتهم. أما المعركة التي يخوضها، فهي رفضه لجعلهم دروعاً بشرية أو سكانية في مناطق تحيط بإسرائيل لتشكيل حزام آمن من حولها، وهي التي تحاول خلق هذا الحزام الآمن بتهجير سكان قطاع غزة، والضفة الغربية، وبتهجير مناطق واسعة من جنوب لبنان، أما من جهة سوريا فتريد للدروز أن يكونوا هم درعها العازل، ومنطلقها لزعزعة الاستقرار السوري ووحدة الدولة.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top