"الاستيطان في الجنوب": تحذيرٌ من تكرار إسرائيل "خطأ الماضي"
2025-03-04 22:55:51
قال الصحافي الإسرائيلي آفي أشكنازي أن فكرة إعادة إنشاء البؤر الاستيطانية التي تركها الجيش الإسرائيلي قبل 25 عامًا تعد خطأً سترتكب إسرائيل، حيث ستظل العديد من الأمهات والآباء يذرفون الدموع بسبب هذا القرار.وفي مقال له بصحيفة "معاريف"، أضاف أشكنازي أن "حرب غزة ولبنان قد أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي ليس لديه استراتيجية واضحة، بل يعمل كما لو كان محطة إطفاء، حيث إن القيادة العسكرية والسياسية مشغولة بإطفاء الحرائق بدلاً من بناء تحركات طويلة الأمد مبنية على رؤية شاملة ومستقبلية". وأشار إلى أن "الردع يجب أن يكون جنبًا إلى جنب مع التغيرات الإقليمية المستمرة، فضلًا عن مواجهة النجاحات العسكرية في الشمال مع لبنان، وفي الجنوب مع غزة".وتابع أشكنازي أن "قبل أكثر من خمسين عامًا، وبعد صدمة حرب 1973، بنى الاحتلال لنفسه قوة عسكرية ضخمة تتألف من فرق وفيالق وقوات جوية وأنظمة قتالية قوية. ومع مرور السنوات أصبح من الواضح أنه لم يكن بحاجة إلى جيش بهذا الحجم، الذي يتطلب ميزانيات ضخمة ويثقل كاهل موارد الدولة، ما أدى إلى أزمة اقتصادية كبرى في الثمانينيات التي أطلق عليها الخبراء اسم "العقد الضائع للاقتصاد"".وأوضح الصحافي أن "الجيش الإسرائيلي اجتاح لبنان في عام 1982 لطرد مسلحي حركة فتح الفلسطينيين الذين حولوا لبنان إلى معقل لهم، ورغم أن الجيش نجح في إبعاد الآلاف منهم عبر سفن الترحيل من ميناء بيروت، إلا أنه ظل عالقًا في لبنان لمدة 18 عامًا، حيث بنى شريطين أمنيين. ولكن، سرعان ما تبين أن "الشريط الأمني" الذي كان من المفترض أن يحمي المستوطنات الشمالية تحول إلى فخ للجنود الإسرائيليين في المواقع الاستيطانية، مما أسفر عن العديد من الكوارث العسكرية، بما في ذلك سقوط مروحيات وناقلات جنود مدرعة".وأضاف أنه "لمدة 18 عامًا، فقد الاحتلال العديد من جنوده في لبنان دون هدف حقيقي، ووقعت العديد من الهجمات على المستوطنات، مثل "ليلة الطائرات الشراعية" والهجوم البحري في "نيتسانيم". الآن، نكرر نفس الخطأ، خاصة بعد الفشل في مواجهة هجوم حماس في السابع من تشرين الأول، حيث يحاول الجيش استعادة ثقة الجمهور به وتعزيز شعور الأمن لدى الإسرائيليين".وأكد الصحافي أن "الجيش الإسرائيلي قام بالفعل بالشيء الصحيح عندما ضاعف قواته في الشمال، حيث نشر ثلاث فرق تضم آلاف الجنود وقوة نيرانية هائلة"، وقال أنه من الحق للجيش الإسرائيلي أن يحدد معادلة قتالية يتعامل فيها مع محاولات حزب الله لاستعادة قدراته العسكرية في لبنان وسوريا.وختم أشكنازي بالقول أن "الهجمات على عناصر حزب الله ومخازن أسلحته هي الطريقة التي يمكن من خلالها تحديد مدى الردع في لبنان والمنطقة، لكن إعادة إنشاء البؤر الاستيطانية التي تركها الجيش الإسرائيلي قبل 25 عامًا تعد خطأً سيظل العديد من الأمهات والآباء يذرفون الدموع بسببها، فقط لأنه استسلم لضغوط قادة المستوطنات الشمالية".
وكالات