أعرب الرئيس السوري أحمد الشرع، عن رفض بلاده جميع المخططات الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وكذلك عن استعداد دمشق للمساهمة في إغاثة أهل غزة والضغط على المجتمع الدولي حتى تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال كلمة، ألقاها الشرع في القمة العربية غير العادية (قمة فلسطين)، المنعقدة في العاصمة المصرية القاهرة.
وتعتبر مشاركة الشرع في القمة العربية، هي أول ظهور له على هذا المستوى، منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
تهديد للعرب
وقال الشرع إن سوريا كانت من أوائل الدول الداعمة للحقوق العربية، لافتاً إلى أن هناك محاولات جديدة لفرض حلول تسعى إلى رسم خرائط جغرافية جديدة على حساب دماء الشعب الفلسطيني.
واعتبر أن الدعوة إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بشكل قسري، هي وصمة عار ضد الإنسانية، مشدداً على أن الوقت قد حان من أجل "أن نقف جميعاً كعرب في وجه هذه المخططات"، وأنه لا يمكن قبول اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه.
وأضاف الشرع أن الدعوات لتهجير الفلسطينيين "ليست تهديداً للشعب الفلسطيني فقط بل للأمة العربية بأسرها"، مؤكداً على ضرورة أن تتحد الدول العربية في مواقفها وأن تتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن الشعب السوري سيكون دائماً إلى جانب أشقائه الفلسطينيين في نضالهم للحصول على حقوقهم، مؤكداً أن التهديد بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، "ليس مجرد قضية إنسانية، بل هو اختبار لمدى التزامنا كعرب بقضيتنا المصيرية".
وأكد أن تهجير أهل قطاع غزة، هو نواة مشروع أوسع يسعى لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وهو تهديد لأمن المنطقة بأسرها.
التمسك باتفاق 1974
وأعرب الشرع عن شكره للدول العربية لدعمها المستمر للشعب السوري، مؤكداً على أن سوريا كانت وما زالت جزءاً من البيت العربي الكبير، مشيراً إلى أن دعوتها إلى جامعة الدول العربية، "لحظة تاريخية تعكس الرغبة في تعزيز التضامن العربي".
وأكد الرئيس السوري التمسك باتفاق "فض الاشتباك" لعام 1974 مع إسرائيل عند الحدود الجنوبية مع الجولان المحتل، مشدداً على أنه لا يمكن القبول بالانتهاك الإسرائيلي المستمر لهذا الاتفاق.
وقال إن إسرائيل، منذ احتلالها للجولان السوري عام 1967، لم تتوقف عن انتهاك حقوق الشعب السوري، لافتاً إلى أن تل أبيب، تهدد الأمن والاستقرار "والتهاون أمامها يفتح الباب أمام المزيد من التحديات والتهديدات للأمن العربي"، مضيفاً أن سوريا عازمة على المضي قدماً في بناء مستقبل أفضل.
لقاءات الشرع
وعقد الشرع على هامش القمة العربية، لقاءات مع عدد من الرؤساء العرب، بالإضافة إلى لقاءات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا.
وقالت وكالة "فرانس برس"، إن لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي، وافقت على إعفاء الشرع من حظر السفر المفروض عليه، مما مكّنه من السفر إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية.