في أول تعليق روسي على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، اعتبر الكرملين أن الخطوة تشجّع على السلام، مؤكّدًا أنها قد تدفع كييف نحو حلّ دبلوماسي للصراع المستمر منذ أكثر من عامين.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، إن وقف المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا يُعدّ قرارًا إيجابيًا يسهم في تهدئة الأوضاع، مضيفًا أن موسكو ترحّب بأي جهود من شأنها دفع الطرفين نحو تسوية سياسية.
وأضاف بيسكوف أن بلاده ترحّب أيضًا بتصريحات ترامب التي أكد فيها رغبته في إنهاء النزاع، لكنها تتوقع أن تسعى الدول الأوروبية إلى تعويض كييف عن فقدان الدعم الأميركي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة كانت المورّد الأكبر للأسلحة إلى أوكرانيا منذ بداية الحرب.
وفيما يتعلّق بالتقارير الإعلامية التي تحدثت عن مساعي الإدارة الأميركية لرفع العقوبات عن روسيا، قال بيسكوف إنه من السابق لأوانه التعليق على هذه المعلومات، لكنه شدد على أن العقوبات الأميركية "غير قانونية أصلًا"، معتبرًا أن رفعها يُعدّ شرطًا أساسيًا لاستئناف العلاقات الطبيعية بين موسكو وواشنطن.
وكان البيت الأبيض قد أعلن، مساء أمس، تجميد المساعدات العسكرية الأميركية لكييف، فيما أوضح مسؤول أميركي أن القرار مؤقت، ويشمل مساعدات أُقِرّت في عهد الرئيس السابق جو بايدن، لافتًا إلى أن أوكرانيا كانت قد تسلّمت جزءًا كبيرًا منها، بينما لم تحصل بعد على بقية الأسلحة والمعدات العسكرية التي كان من المقرر إرسالها.
ويأتي القرار الأميركي في ظلّ توتر متزايد بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إذ جدّد الرئيس الأميركي أمس انتقاداته الحادة لزيلينسكي، معتبرًا أن الأخير "يجب أن يكون أكثر امتنانًا" للدعم الأميركي، وذلك بعد المشادة التي شهدها لقاؤهما في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي، حيث اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بالسعي إلى إشعال حرب عالمية ثالثة.
وتزايدت حدّة التوتر بين الجانبين خلال الأسابيع الأخيرة، لا سيما بعد اتصال ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، واللقاء الذي جمع وفدين أميركي وروسي في الرياض الشهر الماضي (شباط)، وسط مؤشرات على تحركات أميركية نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويواصل ترامب الدفع باتجاه وقف القتال، في إطار استراتيجيته لإعادة ترتيب العلاقات الدولية، إذ سبق له أن وصف بوتين أكثر من مرة بأنه "رجل ذكي وشجاع"، معربًا عن رغبته في التوصل إلى اتفاق سلام يُنهي النزاع الذي يلقي بظلاله على الأمن الأوروبي والعالمي.