قبيل انعقاد القمة العربية... صحافي أميركي يحذر قادة العرب!
2025-03-04 10:25:42
حذر الصحافي الأميركي توماس فريدمان، قادة الدول العربية من الاستسلام لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب دون الحصول على مقابل، داعيًا إياهم إلى وضع شروط واضحة في تعاملهم معه.
جاء ذلك خلال حديثه لقناة "الجزيرة"، حيث وجّه نصيحة مباشرة للقادة العرب قبيل انعقاد القمة العربية الطارئة المقررة يوم الثلاثاء في القاهرة، والتي ستبحث التطورات في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.
وأكد فريدمان أن المرحلة المقبلة تتطلب دبلوماسية حذرة، خاصة في ظل المصالح المتباينة بين ترامب ورئيس وزراء "إسرائيل" بنيامين نتنياهو، معتبراً أن التناقض بين أهدافهما قد يؤدي إلى صدام مستقبلي.
وقال فريدمان إن المشهد في "إسرائيل" مشوش، حيث يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة من اليمين المتطرف وعائلات الرهائن، مشيرًا إلى أن الضغوط لم تنخفض حتى بعد إطلاق دفعات من الرهائن، بل زادت، مما دفع نتنياهو إلى البحث عن خيارات تضمن بقاءه في السلطة لأطول مدة ممكنة.
وأضاف أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو تقوم على تعاطف شديد، لكن المصالح بين الطرفين ليست متوائمة، موضحًا أن ترامب يسعى إلى صفقة تطبيع بين السعودية و"إسرائيل"، في حين يركز نتنياهو على البقاء في الحكم.
وأكد فريدمان أن إدارة ترامب تتعامل مع "إسرائيل" بمنطق "إعطائها أي شيء"، مما يرسّخ الاحتلال "الإسرائيلي" للأراضي الفلسطينية، لكنه شدد على أن مصلحة الولايات المتحدة تكمن في حل الدولتين وإقامة تكتل إقليمي يحد من النفوذ الصيني، مما يتعارض مع سياسة نتنياهو.
ورفض فريدمان تقديم رؤية واضحة حول كيفية تصرف إدارة ترامب، مشيرًا إلى أنها تفتقر للإستراتيجية وتعتمد على مزاج الرئيس المتغير، وقال: "ليس لدي بصيرة بشأن ما يفعلونه، كل شيء يعتمد على أي جانب من السرير يستيقظ منه ترامب".
وفي سياق تحليله للوضع الأميركي الداخلي، أكد فريدمان أن "أميركا التي عرفها العالم انتهت"، موضحًا أن السنوات الأربع المقبلة ستكون مختلفة تمامًا.
وأشار في هذا السياق إلى أن الولايات المتحدة، التي حافظت لعقود على النظام الدولي، باتت اليوم دولة تبتز حلفاءها كما حدث مع أوكرانيا.
وأبدى قلقه بشأن مستقبل الحكم في أميركا، معتبراً أن ترامب لم يعد محاطًا بمستشارين يردعونه عن اتخاذ قرارات متهورة، بل بأشخاص يضخمون أفكاره.
وأوضح أن مستشاريه قد يشجعونه على تنفيذ خطط غير واقعية مثل تهجير الفلسطينيين وتحويل غزة إلى منطقة استثمارية.
وحول تأثير ذلك على العالم العربي، قال فريدمان إن بعض القادة يتعاملون مع ترامب كملك، مشيرًا إلى أنهم يدفعون له مقابل ولائه.
وأكد أن استقرار حكم القانون هو العامل الوحيد الذي يحافظ على ازدهار أي دولة، محذرًا من أن أميركا نفسها قد تفقد هذا الاستقرار بسبب الهجمات على مؤسساتها.
وفي ختام حديثه، وجّه فريدمان نصيحة مباشرة للقادة العرب قائلًا: "لا تسمحوا لترامب بأن يملي عليكم كل شيء دون مقابل. ضعوا خطة، قدموا له مطالب واضحة، وإذا كان يريد منكم تقديم تنازلات، فيجب أن يقدّم شيئًا في المقابل".
وكالات