2025- 03 - 04   |   بحث في الموقع  
logo الرئيس عون وغوتيريش يبحثان تطورات الجنوب قبيل القمة العربية في القاهرة logo طلب من هاشم للقوى الأمنية logo الودائع السورية "المهربة" بالأرقام: تقديرات متضاربة وتضخيم سياسي logo توقف خدمات “أوجيرو” في هذه المنطقة logo قانون الـ”8 ثوان” الجديد.. هذا ما يجب ان تعرفه logo حسم أمره.. هل ينتقل فينيسيوس إلى الدوري السعودي؟ logo تأجيل مباراة فياريال وإسبانيول في الدوري الإسباني logo جلسة لمجاس الوزراء الخميس في القصر الجمهوري
بين إسرائيل و"هيئة تحرير الشام"... دروز سوريا في مفترق طرق
2025-03-04 09:55:53

تتسارع التطورات في منطقة الهلال الخصيب بوتيرة عالية، تفوق حتى سرعة انهيار السلطنة العثمانية وتوقيع "اتفاقية سايكس- بيكو" في العشرينيات من القرن الماضي. أبرز هذه التطورات تتجسد اليوم في الوضع السوري، حيث تتصاعد التوترات بين الأكراد من جهة، والميليشيات الإسلامية من جهة أخرى في شمال البلاد، بينما يمتد الصراع أيضاً إلى جنوبها، حيث يواجه الدروز تحديات من قبل الميليشيات المسيطرة على دمشق.إلا أن الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على مواقع "هيئة تحرير الشام" وحلفائها، إلى جانب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلقت تحولاً دراماتيكياً في المشهد، حيث اختلطت الأوراق مجدداً بعد سقوط نظام بشار الأسد، والأمور لا تزال تتطور بسرعة كبيرة. لذلك، ومن أجل الوقوف على حقيقة ما يجري، نعرض أبرز التطورات حتى الآن وما قد يترتب عليها من تحولات.مع وصول قوات المجلس العسكري التابع لـ"هيئة تحرير الشام" إلى العاصمة السورية وانتشارها في المدن الكبرى، أعلنت الهيئة عن نفسها كـ"دولة انتقالية" حتى تشكيل الدولة السورية بصورتها النهائية ودستورها الجديد. وقد وعدت الهيئة بتوفير مشاركة لجميع القوميات والطوائف والمكونات، مما دفع عدداً من الدول إلى الاعتراف بالسلطة الجديدة، بل وزار بعض الوفود العاصمة السورية للحوار مع حكومة "الجولاني" كسلطة انتقالية رسمية.ومع ذلك، عارضت منطقتان من سوريا تسليم سلاحهما إلى "الهيئة": الشمال الشرقي الذي تسيطر عليه "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) و"المجلس العسكري لمحافظة السويداء". وتعتبر "قسد" القوى الكردية التي تتمتع بحماية أميركية، وقد خاضت معارك طويلة ضد الميليشيات الإسلامية، منذ معركة كوباني وصولاً إلى سقوط بلدات حدودية مع تركيا وعفرين. في المقابل، يعارض الدروز في السويداء أي تسليم سلاح ويشترطون التوصل إلى توافق بشأن دستور جديد وحكومة تعددية قبل أي تسليم للقوات المسلحة.موقف دروز سوريا في السويداء مختلف من حيث الشكل والمضمون عن موقف "قسد" في الشمال. فدروز السويداء كانوا من أوائل المشاركين في الثورة ضد نظام الأسد، وبرزوا كلاعبين أساسيين في تحركات المجتمع المدني السوري. كما أن تجربتهم في مقاومة الجماعات الإسلامية الإرهابية وتعرضهم لاعتداءات من "داعش" والميليشيات الأخرى شكلت قناعة لدى أبناء السويداء بضرورة الحفاظ على سلاحهم لضمان سلامتهم وأمنهم.رغم هذا، فقد كان لدروز السويداء طموحات أخرى في تشكيل حكومة مركزية متعددة الأطراف تمثل جميع المناطق السورية، لكن تدخّل "هيئة تحرير الشام" وما تبعته من ضغوط على المكونات الأخرى من أكراد وعلويين ودروز لحل قواتهم الدفاعية أثار استنكارًا. وفي هذا السياق، بات الوضع أكثر تعقيداً بعد رفض السلطة المركزية في دمشق لفكرة التعددية الفيدرالية، حيث أرسلت قوات أمنية للسيطرة على السويداء.التطورات الأخيرة في الجنوب السوري بدأت تظهر من خلال تقارب غير معلن بين دروز السويداء مع إسرائيل. تاريخياً، وقف دروز الجنوب السوري إلى جانب الدولة السورية حتى اندلاع الثورة عام 2011، ولكن مع تصاعد الاعتداءات من تنظيم "داعش" والميليشيات الإرهابية الأخرى، بدأ الأهالي في تواصل مستمر مع طائفتهم في الجولان، حيث كان هناك اعتقاد متزايد بأن أحداً لن يحميهم سوى سلاحهم.ورغم أن دروز السويداء لم يتحالفوا مع إسرائيل في السابق، إلا أن تهديدات "هيئة تحرير الشام" باجتياح المنطقة وإجبارها على تسليم سلاحها أدت إلى تحول مفاجئ في الموقف. فطلب دروز إسرائيل من حكومتهم أن تحمي أبناء جلدتهم في سوريا، وهو ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار بتقديم دعم عسكري لحماية شمال السويداء. وقد حذرت تل أبيب "الهيئة" من أي تقدم لقوات السلطة في دمشق نحو الجنوب السوري، مشيرة إلى أنها ستتدخل عسكرياً إذا لزم الأمر.بحسب التقديرات الاستراتيجية، أصبح الوضع في جنوب سوريا في مواجهة "هيئة تحرير الشام" معقداً للغاية، إذ أصبح دروز محافظة السويداء وشركاؤهم في المنطقة تحت مظلة حماية إسرائيلية. وبينما تتواصل التحركات العسكرية والمفاوضات بين القوى المختلفة، يبرز خيط أمل يتمثل في مبادرة سعودية قد تساهم في حل الأزمة.فقد يُعقد مؤتمر سعودي يجمع بين "هيئة تحرير الشام" والعرب السنة في سوريا، إلى جانب الأكراد والدروز وربما العلويين والمسيحيين. في حال قبِلت هذه الفئات بمبادرة كهذه تحت إشراف الرياض، قد يكون هذا بداية لتسوية سياسية سورية. أما إذا تمسك كل طرف بموقفه، فسينتهي الوضع إلى استمرار الحالة الراهنة، بحيث يبقى الدروز على أرضهم مع حماية إسرائيلية وربما أميركية، إلى أن يتم الوصول إلى مرحلة جيوسياسية جديدة.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top