في قلب "مملكة ماهر الأسد": حقائق صادمة عن الذهب والأنفاق!
2025-03-03 20:25:50
تعدّ مقارّ الفرقة الرابعة في تلال وعرة مشرفة على دمشق رمزًا للسلطة التي هيمنت على سوريا لسنوات، والتي كانت تحت قيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السابق بشار الأسد. كانت هذه الفرقة مسؤولة عن استنزاف الاقتصاد السوري ونهب مقدراته بشكل غير مسبوق، حيث أفضت تصرفاتها إلى تدمير موارد البلاد حتى آخر قطرة.
بعد الإطاحة بنظام الأسد، تعرض العديد من مقار هذه الوحدة العسكرية الشهيرة بالوحشية للنهب. لكن المستندات التي تم العثور عليها داخل هذه المقار تكشف عن نمط حياة ترف وثراء عاشه ماهر الأسد وأقاربه المقربون، في وقت كان فيه العديد من الجنود يعانون من فقر مدقع. وتشير هذه الوثائق إلى إمبراطورية اقتصادية ضخمة شيدها ماهر الأسد وأفراد من شبكته، تمتد عبر العديد من الأنشطة غير القانونية مثل تجارة الكبتاغون وفرض الأتاوات على المعابر الحدودية والحواجز.
اتهمت الحكومات الغربية ماهر الأسد وأتباعه بتحويل سوريا إلى "دولة مخدرات" غارقة في تجارة الكبتاغون، التي أغرقت الشرق الأوسط بآلاف الأقراص الممنوعة. ولكن من خلال هذه الوثائق، يظهر أن نشاطات الفرقة الرابعة امتدت إلى مجالات أخرى، بما في ذلك استيلاء الفرقة على منازل ومزارع ومصادرة المواد الغذائية والسيارات والمعدات الإلكترونية، بالإضافة إلى احتكار تجارة التبغ والمعادن.
واحدة من أبرز التفاصيل التي كشفتها الوثائق هي وجود شبكة من الأنفاق المحفورة في قلب جبل قريب من دمشق، والتي كانت تستخدم كمقر سري لماهر الأسد. تحت الأرض، كانت هناك خزائن مليئة بالأموال والمقتنيات الثمينة، لكن بعض الخزائن تعرضت للنهب بعد سقوط حكم الأسد في كانون الأول، إثر الهجوم الذي شنته فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام. وقد أظهرت التحقيقات أن الخزائن كانت تحتوي على مبالغ ضخمة من الأموال، تتجاوز 80 مليون دولار، بالإضافة إلى ملايين اليوروهات و41 مليار ليرة سورية.
كما أظهرت الوثائق أيضًا أسلوب حياة باذخ لماهر الأسد وأعوانه، الذي تأكدت من خلاله سيطرتهم على معظم مفاصل الاقتصاد السوري، وتحقيق ثروات ضخمة على حساب الشعب السوري الذي كان يعيش تحت وطأة الفقر المدقع. وكان التعامل بالدولار محظورًا في سوريا، إلا أن الضباط الأمنيين، بما فيهم ماهر الأسد وأتباعه، كان لديهم خزائن مليئة بالدولارات وأسلوب حياة مترف يتناقض بشكل صارخ مع أوضاع المواطنين.
بعد سقوط حكم الأسد، حاول العديد من رجال الأعمال المقربين من الفرقة الرابعة، مثل خالد قدور والأخوين قاطرجي، استغلال الوضع لصالحهم، حيث كانوا يجنون أرباحًا هائلة من تجارة الكبتاغون والنفط الإيراني.
إرث الفرقة الرابعة ما يزال يثير القلق، حيث أن تاريخها يمتد لعدة عقود وتتمتع بعلاقات قوية مع النخب المحلية والدولية. حتى بعد انهيار السلطة الرسمية، يبقى تأثير هذه الشبكة الإجرامية قائمًا في العديد من المناطق السورية، حيث تشير التوقعات إلى أنها قد تستمر في إثارة الفوضى في المستقبل، خاصة مع تواجد العديد من الأفراد الموالين لها في مناطق محددة من سوريا.
وكالات